يعد الكاتب والاكاديمي د. ابراهيم ابراش ابن غزة الأبية ، أحد المثقفين الفلسطينيين البارزين على ساحة الفكر السياسي الفلسطيني ، ويتمتع بوعي نقدي موضوعي بحثًا عن الحقيقة الغائبة ، وهو على اطلاع واسع على ما يجري في الواقع والحياة السياسية الفلسطينية والعربية والعالمية من أحداث وتطورات وافرازات . ويتجلى ذلك في مقالاته الغزيرة ومقالاته المتنوعة وتحليلاته المتزنة التي ينشرها في العديد من المواقع الالكترونية المختلفة ، ونستمتع بقراءتها .
ابراهيم ابراش حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة الرباط بالمغرب في موضوعي القانون العام والعلوم السياسية ، ويرأس قسم الاجتماع والعلوم السياسية بكلية الآداب بجامعة الازهر . وهو مؤسس ومشارك في العديد من مراكز الأبحاث والمؤتمرات والندوات العلمية والفكرية والسياسية ، وكان قد أشغل وزيرًا للثقافة في الحكومة الفلسطينية الثالثة برئاسة سلام فياض ، لكنه استقال من منصبه هذا ، ويومها برَرّ استقالته بالأوضاع الراهنة وعملية الفصل بين شقي الوطن ، الضفة وغزة ، وتعثر المفاوضات ، وغياب أي أفق للسلام والتسوية السياسية .
وقبل أيام معدودات أقدم د. ابراهيم ابراش مرة أخرى على الاستقالة من رئاسة مجلس أمناء جامعة الازهر بغزة ، وعزا ذلك الى تدخلات من قيادات فتحاوية في غزة بشؤون عمله وصلاحياته ، وفي " مسامات جسده ، وشهيقه وزفيره ، وفي كثافة ونوعية الهواء الذي يزكم انفه " – كما قال .
د. ابراهيم ابراش هو حالة خاصة ، أقدم على الاستقالة من منصب هام ورفيع ، وان عبّر ذلك فعلى استقامة ومبدئية ونقاء ونظافة يد ، ونادرًا ما يحدث هذا في حياتنا العربية ، أن يستقيل أحد من منصب وزير أو رئيس مجلس أمناء ..!!
إنني أحيي د. ابراهيم ابراش ، الذي يتحفنا دائمًا بمقالاته ومعالجاته السياسية الجميلة المتزنة المتميزة بالموضوعية الهادئة الهادفة العميقة ، أحييه على أصالته وشجاعته واستقامته ، وهي استقالة طبيعية وواجبة ولازمة وضرورية ، ومدعاة للفخر والاعتزاز ، وتصرف عقلاني رزين وفق ضميره الانساني والوطني الحر ، وحسب قناعاته ومفاهيمه ، نتيجة تدخلات خارجية في عمله ، ويشير إلى الأمانة والنزاهة والكرامة الشخصية والجرأة الواعية والموقف الصادق الحقيقي .
د. ابراهيم ابراش أشد على يديك ، دمت معطاءً في خدمة الوطن وقضايا شعبك المصيرية وثقافته السياسية ، مع خالص الود والتقدير والتحية .
بقلم : شاكر فريد حسن