رفض بعض العشائر استقبال وفود حماس واصدار بيانات بذلك وبرغم انني لست مع تلك الخطوة التي قامت بها حماس تفتح الجروح وليس مداواتها كما كان الاعتقاد في ظل الاستقطابات وحالة التناحر السياسية والامنية هذا يدل اننا ما زلنا امام عقدة لتجاوز الماضي تجاوزت الشعوب من اجل ابنائها اكبر واخطر بكثير مما حدث عندنا ولكن هنا اذكر ك ان ما طرحه الاخ ابو فادي والاخ سمير المشهراوي بخصوص السلم الاهلي والوحدة المجتمعية هما العنصرين لتقوية وتعزيز الذات الوطنية في ظروف يجتمع غالبية القوى على استهدافنا وتحول الكثيرين من دول العالم وهي قوى تاريخية مناصرة لحقنا الى قوى ودول تؤيد اسرائيل ووجودها وبرامجها .
وهنا اؤكد التفكير في العمق وليس الشكل فمطلوب من حماس وكافة القوى الاخرى ان تخرج عن الام الماضي وجراحه من اجل ابنائنا الذين تذهب ارواحهم وشبابنا في امواج البحر والغابات وقطاع الطرق او من يندفعون لعمليات فردية غير ممنهجة وهي صرخات تذهب الارواح فالجميع مطالب ان يساهم في وضع حلول لمعقدات الماضي والحاضر ، وكما قال الاخ سمير المشهراوي كلنا اخطأنا ويجب ان نعترف والاعتراف يعني التصحيح.
الرجوع الى عقلية نسج العلاقات بطابع قبلي مع انظمة الحكم سلوك متخلف يهدر القانون وتفوق القبيلة على القانون وهذا سلوك استخدم في القرون ما قبل الوسطى وكرسته الامبراطورية العثمانية وعمل عليه الانتداب البريطاني وتعاملت اسرائيل ايضا معه والوصايات على الشعب الفلسطيني ما بعد النكبة
اعتقد بكا الالام الانقسام هذه الزيارات ستفتح جروح وتدمل جروح وخاصة في ظل الاستقطابات الحزبية والفصائلية وثقافة خلفها الانقسام بسلوكياتها التي تبرر لكل طرف ما قام به
اعتقد الابتعاد عن هذا السلوك منفعة للوطن والمواطن والبحث في تكريس القانون والعدالة واعطاء المواطنة حقوقها التي راعتها القوانيين الالهية والقوانين الوضعية والانسانية .
كان من الصائب والاجمل ان تشكل لجنة وطنية من كل الفصائل وطنية واسلامية تنظم لقاءات مع القوى المدنية والشعبية في المخيمات واحياء غزة ومدنها خيرا من تحرك فصيل ركز على زيارات دواوين العائلات الكبيرة مما خلق حساسية لدى الغير وفتح الباب لفتح تناقضات واسعة في الثقافات والسلوكيات التي لدى كل طرف مبرر وذريعة لمواقفه ، وكأننا اصبحنا رهائن لالا م تتجدد كلما فتح الباب لها ولا يستغني الامر عن المتصيدين بكافة الوانهم وهم المشجعين والمغذين ليبقى شعبنا اسير الماضي بنكباته وليبقى الفاسدين من كل الالوان هم على واجهة التحريض والقاء خدمة لمصالحهم .
حماس كما هي فتح السلطة لها حساباتها الامنية والمصلحية وفئة هنا وهناك تعمل لبقاء حالها واذا مارصدنا عملية الاستدعاءات الامنية تحت ظرف الرأي السياسي ووجهة النظر التي يقوم بها البعض بعفوية لما يرونه من فساد سياسي او اقتصادي او اخلاقي او سلوكي او من هم يتحركون بتوجه من القوى المتخاصمة نجد السلوك الامني له استحقاقاته بناء على برنامج كل منهما في الضفة وغزة والذي يدفع ثمنه الافراد من الشعب ، ولا اعتقد ان حالة الفساد بكل الوانه في الساحة الفلسطينية لا يفهما حتى الذين يمارسون الفساد بعينه .
لجنة التكافل التي تبنى فكرتها القائد الوطني محمد دحلان منذ اواخر عام 2011م وهي تم كافة القوى كانت استقراء وقراءة لما سيعاني منه المجتمع الغزي من اثار الانقسام افقيا وعموديا ولا نستبعد جهات امنية خارجية تعبث في التدجين الثقافي لفكرة العداوة والتناحر على المستوى العشائري والشعبي ، لقد استدركت لجنة التكافل هذا الخطر بالبدء في وضع معالجات للاحتقان في الصدور والافعال لذوي اصحاب الدم وقطعت مسافات من اجل ازالة هذا الاحتقان المجتمعي ، وهي اولى المعالجات الهامة التي يبنى عليها السلم الاهلي والحالة الاجتماعية ، وبرغم التعقيدات في ظل تضارب المصالح لهذا او ذاك بالاضافة للاحتلال الذي يريد ان تبقى حالة الشحن والانقسام هي السائدة .
لقد عملت لجنة التكافل بقيادة اعضاء كتلة فتح البرلمانية واخوة اخرين في حماس والجهاد وفصائل اخرى في تبويبات ذات اهمية ايضا على طريق استقامة الحالة السيكولوجية للمواطن وخاصة الشباب والخريجين المرهونة شهاداتهم لذمم مالية والاسرى والشهداء والبطالة وتبويبات اجتماعية اخرى . ولكن المعضلات التي يمر بها سكان القطاع تنوء بحملها الجبال ودول اذا ما تعرضت لتلك المناخات والظروف التي يتعرض لها سكان غزة .
كنت اتمنى ان تتوسع مهام لجنة التكافل لتستكمل مشوارها المهم والاهم بدلا من مبادرة فردية تقودها حماس اتجهت لدواوين العائلات الكبيرة والدخول لتلك الدواوين بجبهة وطنية اسلامية متحدة موحدة لوضع المعالجات لكل الازمات نحو فجر جديد يكرس حالة مجتمعية صحية ، وان تعيد حماس قرأتها للمشهد الوطني على اسس محاربة الفساد في منظومتها الادارية والرقابية وملاحقة مظاهر البذخ التي يعيشها كثير من المحسوبين عليها ولان شعبنا اصبح ذو حساسية من رؤية المشهد فقط قبل الخوض في تفاصيله .
واخيرا كما ان هناك استحقاقات وضروريات لحماس كفصيل حاكم لغزة فللشعب ايضا استحقاقات عادلة يجب ان لا يميز فيها الانتماء.
بقلم/ سميح خلف