أثار قرار رئيس بلدية أم الفحم سمير صبحي محاميد ومجلسها ، الغاء وحظر الحفل الغنائي للفنان تامر نفار ، الذي كان من المزمع اقامته في مسرح وسينماتيك أم الفحم بالمركز الجماهيري ، أثار ضجة واسعة ، وردود فعل متباينة ، منها المؤيد للقرار ، ومنها الرافض والمعارض والمتحفظ . وتزاحمت المنشورات الغاضبة على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي لدى الشباب الفحماوي ، الذي أعرب عن رفضه التام لإلغاء الحفل ، وارسلت جمعية حقوق المواطن كتابًا عاجلًا لرئيس البلدية طالبته فيه بالتراجع عن قراره والسماح بإقامة الحفل .
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها منع والغاء نشاط فني وعرض غنائي بأم الفحم والمنطقة ، فقد سبق وتم الغاء حفل غناني للفنانة الملتزمة امل مرقس بكفر قرع ونقل في حينه الى غفعات حبيبة ، كما تم القاء زجاجات حارقة على المركز الجماهيري بأم الفحم خلال أمسية فنية .
القرار البلدي مرفوض ، وباعتقادي جاء استجابة لرغبات الحركة الاسلامية في المدينة ، وتماشيًا مع فكر ورؤيا التيار المتشدد فيها ، وهو يمس بجهات عديدة في المجتمع الفحماوي ، ويقع في خانة ودائرة خنق وكتم الصوت الآخر ، والمس بشكل واضح بحرية التعبير الفني ، ويشكل اعتداءً على حق الشباب باختيار ما يلائم ذوقهم وما يرغبون بالاستماع اليه من اغانٍ ، وايضًا نوع من الاكراه والوصاية والقمع والارهاب الفكري ، وفرض لون واحد من الوان الطيف الفحماوي المتعددة .
لقد كان باستطاعة رئيس البلدية ومجلسها التوجه لتامر نفار ومناقشة مضامين ومحتوى الأغاني التي سيقدمها في الحفل معه ، والتغلب على الاختلاف من خلال الحوار الهادئ ، وليس بالمنع والالغاء .
إن تحريم عرض فني أو غنائي يعني قتل روح الفن والابداع في المجتمع ، فليعش كل انسان حياته الشخصية كما يشاء ، واحترام الآخر وعدم التدخل في شؤون الآخرين الشخصية هو عماد المجتمعات الحضارية التقدمية السليمة الناجحة الراقية .
إننا بحاجة لثقافة الاختلاف والحوار ، ولتصارع الأفكار والمعتقدات ، ومن يريد حضور أي حفل يمكنه فعل ذلك ، ومن لا يرغب بالحضور فهذا شأنه وليمتنع عن شراء تذكرة .
نعم للتعددية وحرية الاختلاف والتفكير الحر واحترام الآخر ، لا للوصاية والاقصاء والتسلط والاملاء ، وليكن النقاش والجدل الحضاري سيد الموقف .
بقلم/ شاكر فريد حسن