قال الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، إن الحزب سيرد ”بضربة مفاجئة“ على إسرائيل بعد سقوط طائرتين مسيرتين في الضاحية الجنوبية لبيروت، لكنه استبعد نشوب حرب جديدة وسط تنامي المخاوف من اندلاع صراع شامل بين الخصمين القديمين.
ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الطائرتين اللتين سقطتا في الضاحية الجنوبية معقل حزب الله في مطلع الأسبوع. وانفجرت إحداهما مما ألحق بعض الأضرار بالمركز الإعلامي لحزب الله في المنطقة لكن لم يصب أحد بأذى.
وقال قاسم في مقابلة تلفزيونية ”أستبعد أن تكون الأجواء أجواء حرب. الأجواء هي أجواء رد على اعتداء... وكل الأمور تتقرر في حينها“.
وكان مصدران متحالفان مع حزب الله المدعوم من إيران قد أبلغا رويترز يوم الثلاثاء بأن الجزب تجهز ”لضربة مدروسة“ ردا على واقعة الطائرتين المسيرتين لكنه يسعى لتجنب حرب جديدة مع إسرائيل.
وقال مسؤول أمني إقليمي إن حادث الطائرتين المسيرتين كان ”غارة وجهت ضربة لقدرات حزب الله في مجال تصنيع الصواريخ الدقيقة“.
وأضاف ”كانت رسالة إسرائيل إلى حزب الله هنا كبيرة وهي: استمروا في التصنيع وسنستمر في ضربكم“.
ولدى سؤاله عما سيحدث إذا عمد حزب الله إلى التصعيد بعد الرد، قال المسؤول ”أتصور أن إسرائيل ستصعد بعد ذلك ضرباتها وستقضي على هذه القدرة تماما. تفاصيل هذه المواقع معروفة. الكرة الآن في ملعب حزب الله“.
ورغم المؤشرات التي تفيد بأن إسرائيل وحزب الله لا يريدان صراعا شاملا جديدا، جاء التوتر الأخير في وقت حساس بالنسبة للشرق الأوسط. ونجم ذلك التوتر، بالإضافة إلى واقعة الطائرتين، عن غارة جوية في سوريا قالت إسرائيل إنها نفذتها لإحباط هجوم إيراني.
ويحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يبدو حاسما قبيل الانتخابات المقرر إجراؤها في غضون ثلاثة أسابيع. وإيران والولايات المتحدة على خلاف بشأن الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
ويحمل الحشد الشعبي العراقي المدعوم من إيران، الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولية تفجيرات وقعت في الآونة الأخيرة في مستودعات أسلحة تابعة لهم.
ووصف حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في كلمة ألقاها يوم الأحد واقعة الطائرتين المسيرتين بأنها أول هجوم إسرائيلي على لبنان منذ حرب عام 2006 التي استمرت شهرا.
وقال نتنياهو يوم الثلاثاء إن على نصر الله أن ”يهدأ“ ووجه تحذيرات للبنان ولقاسم سليماني قائد فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني.
* ”نريد أن تكون أي ضربة مفاجئة“
ولم تخرج للنور بعد تفاصيل دقيقة عن نقطة انطلاق الطائرتين. ولم يقدم الشيخ نعيم قاسم في معرض تفاصيل في رده على سؤال عن مصدر أو هدف الطائرتين هما أثناء حديثه مع القناة العربية لشبكة (آر.تي) الروسية.
لكنه أضاف أن حزب الله اعتبر الواقعة هجوما يتعين الرد عليه ”لكي لا تصنع إسرائيل معادلات جديدة تفرضها بحساباتها ويبقى الأمر كما كان عليه“. وقال الحزب إن الطائرتين كانتا ”مفخختين“.
ومضى قاسم يقول ”نريد أن تكون أي ضربة مفاجئة... لا مصلحة في أن نغوص في التفاصيل“. وأضاف أن الأيام المقبلة ستكشف عن ذلك.
وقال نصر الله مرارا في خطبه على مدى عام إن خوض حرب مع إسرائيل أمر مستبعد.
وخاض الطرفان أحدث حرب بينهما في يوليو تموز 2006 بعد أن أسر حزب الله جنديين إسرائيليين في غارة عبر الحدود. واستشهد نحو 1200 لبناني، معظمهم مدنيون، في الحرب ولقي 158 شخصا في إسرائيل حتفهم، وأغلبهم من العسكريين.
وقالت مصادر من المنطقة إن إسرائيل وحزب الله توصلا منذ ذلك الحين إلى تفاهم غير مكتوب يقضي بأن يتجنبا الهجمات داخل لبنان وإسرائيل خشية أن تتصاعد إلى حرب رغم استمرارهما في تبادل إطلاق النار في سوريا.
وأدى التوتر إلى إضعاف الثقة في الاقتصاد اللبناني الذي يعاني بالفعل من أحد أكبر أعباء الديون العامة في العالم ومن انخفاض النمو.
وقفزت كلفة التأمين على ديون لبنان السيادية إلى مستوى قياسي جديد في حين تعرضت سنداته المقومة بالدولار لضغوط مجددا يوم الأربعاء.
واستشهد في مطلع الأسبوع اثنان من مقاتلي حزب الله في غارة جوية إسرائيلية في سوريا، حيث يقدم الحزب دعما مهما لدمشق.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن القوات الجوية شنت مئات الضربات على ما تقول إنها أهداف إيرانية وعمليات نقل أسلحة لحزب الله داخل سوريا.