اتهمت إسرائيل إيران بتكثيف الجهود الرامية لإقامة منشآت للصواريخ الدقيقة التوجيه لحزب الله في لبنان، وذلك في تحذير مستتر لبيروت من أن الضربات الإسرائيلية المضادة قد تتصاعد.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات بالعربية موجهة للبنان ”دير بالك“.
وإسرائيل وحزب الله، التي نشبت آخر حرب بينهما عام 2006، في حالة تأهب منذ استخدام طائرتين مسيرتين إسرائيليتين في مطلع الأسبوع لمهاجمة ما وصفه مسؤول أمني في المنطقة بالهدف المتعلق بمشروع الجماعة اللبنانية للصواريخ الدقيقة التوجيه.
وحمل حزب الله إسرائيل مسؤولية الضربة التي ندر أن تعرضت بيروت لمثلها وقال إنه سيرد عليها. وينفي الحزب امتلاك منشآت صاروخية من هذا القبيل. ويتهم لبنان إسرائيل باختلاق ذرائع للعدوان عليه.
وكشف الجيش الإسرائيلي، الذي لم يعلن مسؤوليته عن هجوم الطائرتين المسيرتين، عما قال إنها تفاصيل مشروع كبير ترعاه إيران لتوفير سبل إنتاج الصواريخ الدقيقة التوجيه لحزب الله.
ويمكن أن تشكل هذه الصواريخ، التي يعترف حزب الله بحيازتها، ثقلا موازنا للقوة العسكرية الطاغية لدى إسرائيل في أي حرب مستقبلية، وذلك بقدرتها على تحديد مواقع البنية الأساسية الرئيسية وإصابتها بدقة.
وقال اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس المتحدث باسم الجيش إن إيران زادت في الشهور القليلة الماضية وتيرة العمل في هذا المشروع“.
وأضاف في إفادة للصحفيين ”ما نراهم يفعلونه هو تسريع الخطى... بصفة عامة.. هذا يعني... الإسراع من حيث المباني والمرافق والمواقع ومنشآت التحويل والتصنيع، وهذا يعني المزيد من الأشخاص والعناصر المشاركة في ذلك. المزيد من المواقع“.
ومضى يقول ”حان الوقت (للحكومة اللبنانية) أن تدرك مسؤوليتها وتفهم حقيقة أنها مسؤولة عما تسمح لحزب الله والحكومة الإيرانية بالقيام به على أراضيها“.
وتابع ”هي متورطة في تعريض لبنان للخطر وكذلك المواطنين اللبنانيين الذين يستخدمهم حزب الله وإيران دروعا بشرية“.
ولم يرد بعد رد من إيران، عدو إسرائيل اللدود، الذي يتعرض برنامجها النووي وأنشطتها الإقليمية لضغوط أمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب، وهو ما يثير توترا في الخليج.
وبعدما قال حزب الله إنه سيرد على ضربة بيروت بإسقاط الطائرات الإسرائيلية المسيرة التي تدخل أجواء لبنان، أطلق الجيش اللبناني يوم الأربعاء النار صوب طائرات مسيرة قال إنها عبرت الحدود. وقالت إسرائيل إنها لم تصب بسوء.
وسبق أن قالت إسرائيل إن الجيش اللبناني وثيق الصلة بحزب الله بدرجة لا تخول له الحصول على مساعدات عسكرية أمريكية تجاوزت 1.5 مليار دولار منذ حرب 2006. وتعتبر واشنطن الجيش قوة موازنة لحزب الله.
وقال كونريكوس إن موقف إسرائيل تجاه الجيش اللبناني لم يتغير. لكنه هون من شأن التهديد فيما يبدو.
وأضاف ”نواصل تصنيف حزب الله باعتباره عدونا الرئيسي والقوات المسلحة اللبنانية كعدو محتمل... إذا أطلقوا النار تجاه إسرائيل، فمن الناحية التكتيكية... ستُعتبر حينها تلك القوة المحددة على الأرض عدوا نشطا، لكن من الناحية الاستراتيجية حزب الله هو العدو“.