حركة حماس هي حركة وطنية اسلامية فلسطينية يزيد عمرها النضالي عن ثلاثون عاما لها ما لها وعليها ما عليها كأي فصيل فلسطيني بغض النظر عن نقاط الخلاف أو الالتقاء معها، فهي حركة لها رصيدها الجماهيري والنضالي لها علاقاتها الوطنية والعربية والاسلامية والاقليمية والدولية ومن حقها أن تسعى لتكون في طليعة النظام السياسي الفلسطيني خاصة بعد فوزها في الانتخابات الفلسطينية في يناير 2006 . ولكن للأسف هذا البريق لم يدم طويلا ودخلت حماس منعطفا خطيرا عندما تعاطت مع الفكر الداخلي لديها والذي دعا إلى تنفيذ انقلاب عسكري على السلطة الفلسطينية وكان ذلك في يونيو 2007 وهو ما أنتج حالة من الاقتتال الفلسطيني الداخلي أدت إلى مقتل أكثر من 300 مواطن وجرح الكثيرين وانتهى بسيطرة حركة حماس على قطاع غزة ،وهي حالة لاتزال قائمة لم تنتهي إلى يومنا هذا بسبب فشل كل محاولات إتمام المصالحة الوطنية المنشودة.
لكن مانود قوله هو أن أي عمل سواء أكان سياسيا أو غير ذلك فهو معرض للخطأ والصواب وهذا ليس عيبا ولكن من المعيب الإصرار على الاخطاء ورفض الاصغاء للرأي الآخر وهو ما عشناه مع حركة حماس خلال ال 13 عاما الماضية من حيث مالها وما عليها من مواقف. ففي الأمس القريب بعد التفجيرات الجبانة التي استهدفت الشرطة في غرب مدينة غزة للأسف تكرر الموقف عندما سارع السيد فوزي برهوم إلى اتهام المخابرات الفلسطينية بذلك دون أن يمس الاحتلال الإسرائيلي بحرف واحد وهذه تشكل سابقة مرفوضة في تاريخنا النضالي أن نتقذاف التهم ونظهر المحتل على أنه الأكثر إنسانيةوحرصا على شعبنا و على وطننا .
مهما كنا على اختلاف سياسي أو إيديولوجي يجب أن نتوحد بلا تردد حين تكون المواجهة مع المحتل سواء كان ذلك بالقتال أو في السياسة أو في القدس او ما دون ذلك ،لانه غير مسموح لحركة حماس أو غيرها أن تسير ببرنامجها السياسي( الحرب والسلم) بعيدا عن الإجماع الوطني الفلسطيني وبعيدا عن بيت الشرعية الفلسطينية منظمة التحرير .
كما أنه غير مسموح لأيا كان في غزة وغيرها رهن مستقبل الشعب الفلسطيني ودماء شبابه بأفكار بعض الموتورين لديه هنا أو هناك خدمة لمصالح حزبية أو إقليمية فالشعب ليس كله حماس وليس كله فتح على العكس فالمستقلون يشكلون الجزء الأكبر من الجماهير الفلسطينية.
كما لايجوز لحركة حماس اتهام حركة فتح عند كل أزمة داخلية تواجهها لمجرد أنها لا تواليها في الرأي وتختلف معها سياسيا فهذا نهج غريب على أخلاقنا الفلسطينية وفتح ليست تنظيم مستضعف نشأ في بيئة غير وطنية وإنما هي رائدة الكفاح المسلح الفلسطيني وهي دوما حريصة على حقن الدم الفلسطيني وهي أول الرصاص وأول الحجارة ولمن لا يعلم أكثر أصحاب المحكوميات العالية في سجون الاحتلال هم من حركة فتح.
وأيضالا يجوز لحركة حماس السير في ضبابية سياسية ورسم الحالة الوردية دوما للناس في قطاع غزة وأنها قادرة على صنع التغيير وان القادم أفضل،نعم فقد يكون القادم أفضل ولكن بالوحدة الوطنية وداخل البيت الفلسطيني ومادون ذلك هي مجرد أضغاث أحلام ملزم أن يسمعها فقراء وبسطاء هذا الشعب خلال المهرجانات والمسيرات التي تقيمها الحركة.
وفي الاتجاه الآخر مسموح لحركة حماس أن تقاوم المحتل وفق خريطة عمل وطني يصطف خلفها كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني . وأيضا مسموح لحركة حماس أن تحرر أسرى فلسطينين من سجون الاحتلال اذا امتلكت أوراق قوة لذلك ، وأيضا مسموح لحركة حماس أن تكون جزء من النظام السياسي الفلسطيني وان تؤمن إيمانا مطلقا بحرمة الدم الفلسطيني وان السلاح الفلسطيني يصوب في اتجاه واحد فقط وهو تجاه المحتل الإسرائيلي.
إننا وبعد الذي قيل وأمام الخطر الذي يتربص بنا جميعا نحن الفلسطينيين علينا أن نترفع إلى مستوى المسؤولية الوطنية ونحترم نضالات شعبنا من شهداء واسرى وجرحى وان نقف موقفا وطنيا موحدا في وجه كل المخططات الصهيونية التي تبحث عن شطب مشروعنا الوطني الفلسطيني وتسعى لتحويل الصراع الى فلسطيني فلسطيني يقود في نهايته إلى فوضى وفلتان تقضي على حلم الدولة الفلسطينية.
فادي شحادة