إسماعيل عجاوي لاجئ من فلسطين يبلغ السابعة عشرة من العمر تم قبوله في جامعة هارفارد كطالب جديد في دفعة عام 2023 وأُصدرت له تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنه منع من الدخول لدى وصوله إلى مطار بوسطن لوجان الدولي في الثالث والعشرين من شهر آب الجاري.
وكان عجاوي قد تخرج هذا الربيع من ثانوية دير ياسين التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) الواقعة في مخيم البص للاجئين جنوب صور بلبنان. وقد حل في المرتبة الأولى في امتحانات البكالوريا الرسمية اللبنانية - فرع علوم الحياة في منطقة الجنوب وفي المرتبة الثامنة على مستوى لبنان.
ومخيم البص هو واحد من الاثني عشر مخيماً للاجئي فلسطين في لبنان والذي تقدم الأونروا خدماتها فيه. وذكر عجاوي بأن مدرسته موجودة في المخيم، وهي لذلك " تعاني من العديد من الصعوبات، أهمها الكثافة السكانية التي كانت سبباً في بناء منازل قريبة جدا من بعضها البعض. وفي مثل هذه الظروف، يصبح من الصعب بمكان على الطلاب أن يركزوا في دروسهم.
وهنالك عدد محدود من المنح الجامعية (بعد المرحة الثانوية)، وهي تتضاءل سنة بعد أخرى. إن نسبة كبيرة من الطلاب غير قادرين على دفع تكاليف دراستهم. وانا أنصح جميع زملائي بأن يدرسوا بجد وأن يحافظوا على دراستهم، حتى يتمكنوا من تحقيق حلمهم مثلما تمكنت أنا من ذلك".
"مما لا شك فيه بأن إسماعيل عجاوي طالب شاب موهوب وذو عزيمة قوية"، تقول الدكتورة كارولين بونتيفراكت مدير دائرة التربية والتعليم بالأونروا مضيفة: "وهو الذي تمكن، بالرغم من كل الصعاب، أن يكتسب مكانا له في واحدة من أعرق الجامعات في العالم".
ويرغب إسماعيل بدراسة علم الأحياء الفيزيائي والكيميائي وصولا لمهنة الطب التي لطالما حلم بها. وعلى هذا النحو، فإنه يعد منارة أمل لمئات الآلاف من طلبة الأونروا ومثلا لما تسعى الأونروا لتحقيقه من خلال برنامجها التربوي، ألا وهو تحقيق إمكانات كل طالب والعمل على ضمان أن يكتسبوا القيم والمبادئ التي يقوم عليها البرنامج والأونروا بوصفها وكالة تابعة للأمم المتحدة".
وتقدم الأونروا التعليم لما مجموعه 530,000 طفل لاجئ من فلسطين في 709 مدرسة ابتدائية وإعدادية في أقاليم عملياتها الخمسة. وتقوم الوكالة أيضا بتوظيف أكثر من 22,000 موظف تعليمي، غالبيتهم من لاجئي فلسطين، كمعلمين. ويحقق طلبة الأونروا بشكل مستمر تفوقاً على أقرانهم في المدارس الرسمية في الامتحانات الموحدة الرسمية والدولية. وقد تم اعتبار الأنظمة المدرسية للوكالة في الشرق الأوسط من قبل البنك الدولي على أنها "مصلحة عامة عالمية".
والأونروا تدعم إسماعيل وكافة لاجئي فلسطين الذين يسعون، بالرغم من كافة المصاعب، إلى تحقيق كامل إمكاناتهم من خلال التعليم العالي.