لا أضيف شيئًا إذا قلت أن امريكا منحازة قلبًا وقالبًا ، وبشكل تام لإسرائيل ومواقفها وممارساتها العدوانية ومشاريعها الاحتلالية والاستيطانية في الاراضي الفلسطينية .
فأمريكا هي التي اوجدت اسرائيل ودأبت على دعمها بشتى الطرق والوسائل ، والرئيس الامريكي ترومان اعترف بالكيان الاسرائيلي بعد دقائق من الاعلان عن انشاء الدولة العبرية في فلسطين في الرابع عشر من مايو العام 1948 ، وواشنطن اول عاصمة اعترفت بها . ومنذ ذلك الحين استمر وتواصل التحالف الامريكي -الصهيوني ، وانحياز الولايات المتحدة لدولة الاحتلال الاسرائيلية ، ولا يوجد رئيس امريكي يخرج على هذا التحالف ، وما يجمع بينهما المصالح الاستراتيجية والاقتصادية المشتركة . وكانت واشنطن وقعت اتفاقية بعد قيام الدولة العبرية اتفاقية تنص على الالتزام الامريكي بالدفاع عن اسرائيل ، وهي اتفاقية ملزمة لجميع رؤساء الولايات المتحدة .
وفي كل الحروب التي خاضتها اسرائيل ضد الدول العربية وضد الفلسطينيين كانت امريكا الداعم الأساسي لإسرائيل عسكريًا ولوجستيًا .
ومن الواضح أن تصفية القضية الفلسطينية هدف تاريخي واستراتيجي للتحالف الامريكي – الاسرائيلي ، ولم تتورع امريكا عن تأييد كل اتفاقات السلام بين العرب والفلسطينيين وفي مقدمتها اتفاقات كامب ديفيد واتفاق اوسلو. ويتضح تمامًا انحياز الرئيس الامريكي الحالي ترامب بالكامل لوجهة النظر الاسرائيلية ولرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ، وتجسد ذلك بالقرارات الامريكية المتسارعة الداعمة لدولة الاحتلال ، والمعادية لشعبنا الفلسطيني وحقوقه المشروعة ، وآخرها شطب الخارجية الامريكية اسم اراضي السلطة الفلسطينية من مواقعها ، وقبل ذلك نقل السفارة الامريكية من تل ابيب للقدس ، والاعتراف بالقدس عاصمة ابدية لإسرائيل ، واعتراف ترامب بالسيادة الاسرائيلية على الجولان ، فضلًا عن الدعم الاقتصادي والعسكري غير المسبوق وغير المحدود للكيان الصهيوني .
هذا ناهيك عن مشروع " صفقة القرن " الهادف الى واد الحق الفلسطيني وتكريس الاحتلال للأراضي الفلسطينية ، ومنع اقامة دولة فلسطينية ، وتصفية حق العودة .
ومن الجلي أن استمرار الانحياز الامريكي لإسرائيل نابع من مواقف وممارسات الدول العربية العميلة المنخرطة في دهاليز السياسة الامريكية في المنطقة ومشاريعها التآمرية ، والمهرولة نحو التطبيع مع دولة الاحتلال الاسرائيلي .
إن المواقف الامريكية الداعمة لإسرائيل تؤكد مدى قوة التحالف بين الجانبين ، وفي الوقت نفسه تكشف حقيقة أن اسرائيل رغم قوتها العسكرية بما فيها النووية عاجزة عن الصراع والقتال لوحدها ، وعاجزة عن تركيع الشعب الفلسطيني ودفعه للاستسلام والتخلي عن حقوقه الوطنية المشروعة الثابتة .
ولذلك فإن الرهان على امريكا واوهام السلام خاسرة ، وليس امام الشعب الفلسطيني سوى الكفاح والمقاومة بكل الوسائل المشروعة قانونيًا ودوليًا ، حتى يتحقق الحلم الفلسطيني بالخلاص من الاحتلال ، وإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، ولن يتم ذلك دون الوحدة الوطنية الفلسطينية .
بقلم/ شاكر فريد حسن