أعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله، مساء الإثنين، عن إنتقال المقاومة من الرد على أراض لبنانية محتلة إلى أراض فلسطين المحتلة عام 1948.
في خطاب تلفزيوني خلال الليلة الثالثة من ليالي عاشوراء في المجل المركزي بمجمع "سيد الشهداء" في الضاحية الجنوبية من بيروت، قال نصرالله معلقا على عملية "أفيفيم" التي نفذها حزب الله باستهداف ناقلة جند إسرائيلية على الحدود اللبنانية مع الأراضي المحتلة أمس الأ حد " نحن اليوم بمرحلة جديد من الوضع على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة."
وأضاف "المقاومة ثبتت المعادلة، وليس هناك خطوط حمراء (..) إذا اعتدى الصهاينة فإن كل حدودهم وجنودهم على الحدود وفي العمق وفي عمق العمق ستكون في دائرة التهديد والاستهداف والرد قطعاً."
وتابع نصرالله إنه "في ما مضى عندما كان يعتدى علينا كنا نرد في داخل مزارع شبعا وكانت الكمائن في ارض لبنانية محتلة".
ولفت إلى أن "المس في حدود 48 كان من الخطوط الحمراء بالنسبة للعدو ولا يتحمل أن يحصل اي عمل ضده هناك"، موضحاً أن "الذي حصل في العملية هو أن أهم خط أحمر اسرائيلي منذ عشرات السنين خرقته المقاومة،
فيما كان الاسرائيلي يوم أمس يعمل على استيعاب الرد والقصف الذي قام به كان دفاعي لانه كان يعتبر أن هناك عملية أخرى".
نصرالله شدد على أنه " من اليوم هناك ساحة عمل جديدة وكنا نتجنبها خلال السنوات الماضية وهي موضوع حركة المسيرات الاسرائيلية في السماء اللبناني"،
وقال إن "من حقنا ومن حق اللبنانيين ان يدافعوا عن أرضهم وسندافع وسنواجه المسيرات الاسرائيلية في سماء لبنان وهذا ثبتناه وأعلناه وبوضوح واجرائيا بيد الميدان".
وأضاف نصرالله أنه "كل من يريد من المجتمع الدولي، أقول لهم ان الحريص على استقرار المنطقة عليه ان يتكلم مع الاسرائيليين ويقول له ان غض الطرف انتهى وان لبنان لن يقبل بخرق سيادته،
والرد على الاعتداءات الاسرائيلية بدأ منذ الاحد الماضي ومن ثم مع عملية المقاومة وتثبيت الحق في مواجهة المسيرات".
نصرالله خاطب الإسرائيليين قائلا " عليهم أن يعلموا أن ما جرى هو من حماقة( رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو الذي لا يرى إلا كيف سينقذ نفسه من المحاكمات بسبب ملفات الفساد(..) ، وأي عدوان على لبنان سيتم الرد عليه"، مؤكداً أنه "سننتهي من هذه الجولة إلى موقع جديد وأقوى".
وقال للإسرائيليين أيضا "احفظوا تاريخ 1 أيلول 2019 لأنه بداية مرحلة جديدة من الوضع عند الحدود لحماية لبنان وليس هناك خطوط حمراء".
واوضح نصرالله أن "المقاومة ضربت العدو في عمق معين وعلى الرغم من كل الاهداف الوهمية من دبابات واليات لكن المقاومة ضربت هدف محدد واصابته بكل تأكيد"، مشيراً إلى أن "المقاومة عملت في وضح النهار وتحت الخطر وتعمدنا على ان لا نعمل في الليل وكان القرار ان نرد في النهار".
نصرالله لفت إلى أن "المقاومة صبرت وتابعت معلوماتية وعلى كل صعيد وعندما حصلت على الهدف ضربته وأصابته بكل تاكيد"، وقال إن ما حصل "يعبر عن شجاعة ودقة ومسؤولية والمهم أن ما حصل في الامس هو الاقدام".
وقال نصرالله "اشكر المقاومين قادة وأفراد وهم لمدة 8 ايام كانوا جاهزين على مدار الساعة في الميدان على امتداد الحدود مع فلسطين المحتلة"، مضيفاً "بسبب حضور المقاومين وجهوزيتهم وشجاعتهم وكفاءتهم وتضحياتهم تتحقق الانجازات ويتم تثبيت المعادلات التي تردع العدة وتحمي البلد".
وتوجه نصرالله بالشكر إلى"الجيش اللبناني المرابط وبقي مرابطا على امتداد الحدود لمواجهة العدوان وللرؤساء والمسؤولين في الدولة والوزارء والنواب والذين وقفوا بجانبنا و من تحملوا مسؤوليتهم الوطنية".
وقال نصرالله إن "ما حصل بدأ ليلة الاحد تمثل بحادثتين الاولى الغارات الاسرائيلية والقصف الاسرائيلي في محيط دمشق ما ادى إلى استشهاد مجاهدين وبعد ساعات قليلة عملية المسيرتين المفخختين في الضاحية الجنوبية".
وأوضح أنه "من المعروف أن المسيرة الاولى سقطت في لبنان ولم تحقق ما أرسلت من أجله، و المسيرة الثانية التي أرسلت لتنجز هدفا فشلت في تحقيق الهدف وفي انجازه وهذه العملية كانت فاشلة".
نصرالله أشار إلى أن رد "المقاومة تألف من عنوانين، الاول ميداني ومباشرة نحن قلنا بشكل علني وواضح اننا سنرد من لبنان وقلنا للعدو ان ينتظرنا وهذه نقطة قوة للمقاومة ، وقلنا للعدو من اليوم الاول أن ينتظرنا وهذا تحدٍ كبير من المقاومة، وما حصل منذ يوم الاحد الماضي حتى امس كان عقابا للعدو ونحن أمام عملية متعددة الاشكال".
وأكد نصرالله أن "العدو أخلى الحدود عند الشريط الشائك ولم يعد هناك خط أزرق و لا حدود دولية والحدود تم اخلاؤها ولم يعد هناك أي جندي او آليات والطريق الترابية كانت خالية".
وكشف بالقول "إن العدو أخلى مواقع امامية بالكامل أي هربوا وهذا أكثر من المتوقع وانا قلت لهم (انضبوا) فهم هربوا و تم اخلاء ثكنات بكاملها ومنها فيها مقرات عسكرية على الحدود وفي العمق".
نصرالله تابع قائلاً " حتى المستعمرات لم يكن يظهر فيها اي أحد وكان هناك حالة سكون والكل مضبوب في البيوت".
ونوه نصرالله بأن "العدو اتخذ إجراءات مشددة وكان هنالك استنفار وتفعيل كامل إمكانيات الدفاع الجوي"، مشدداً على أن "الاسرائيلي لم يترك اي قبة حديدية يمكن أن يوصلها إلى مستوطنات الشمال الا وقام بذلك وكان لديه استنفار كامل".
وقال"اسرائيل التي تقول انها الجيش الاول في المنطقة هذه الدولة المتعجرفة الطاغية التي كانت تخيف مئات الملايين خلال ايام كانت خائفة وقلقة ومضبوبة وهذا ذل وهوان،
في المقابل الجيش اللبناني لم يغادر كذلك رجال المقاومة تواجدوا حيث كان يجب أن يتواجدوا وكذلك الاهالي، والمقاومون كانوا في كامل الأماكن التي يجب أن يتواجدوا فيها".