أعلن البيت الأبيض، أن مبعوث الرئيس الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات قد قدم استقالته وانه سيغادر موقعه الحالي خلال عدة أسابيع، بعد أكثر من عامين من العمل في موقعه هذا الذي أدى إلى العمل مع صهر الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر، وسفير الولايات المتحدة في إسرائيل، ديفيد فريدمان، على وضع خطة السلام الأمريكية المعروفة "بصفقة القرن" كما روج لها في العالم العربي بينما رفضها الفلسطينيون منذ البداية.
ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن مصادر صحافية في واشنطن قولها : إن البيت الأبيض يؤكد على أن رحيل غرينبلات لن يؤثر على توقيت إطلاق "الجزء السياسي لخطة السلام" والتي سيتم إطلاقها بعد الانتخابات الإسرائيلية في 17 أيلول/سبتمبر الجاري.
وكان غرينبلات وكوشنر وراء انعقاد "الشق الاقتصادي لصفقة القرن" في العاصمة البحرينية المنامة، يومي 25 و 26 حزيران/يونيو الماضي الذي خرج بتعهدات بمليارات الدولارات لدعم الفلسطينيين والأردن ولبنان ومصر، ولكن لم ينتج عن الاجتماع أي نتائج ملموسة حتى هذه اللحظة.
ورفض المتحدث الرسمي للأمم المتحدة، ستيفان دوجريك، التعليق على الاستقالة، ردا على سؤال "للقدس العربي"، لكنه أكد على أهمية الالتزام بإطار الحل لتحقيق الدولتين عبر المفاوضات كما أكد على الدور الذي تلعبة دولة مهمة مثل الولايات المتحدة.
وكان الثلاثي غرينبلات وكوشنر وفريدمان قد أجلوا موعد إصدار "صفقة القرن" مرات عدة خلال العام الماضي، وعلى الأخص بعد إنتخابات إسرائيل في نيسان/أبريل الماضي وفشل رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) قد رفض الدخول في مفاوضات مع إدارة ترامب لبحث تفاصيل صفقة القرن بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل يوم 6 كانون الأول/ديسمبر 2017 ونقل السفارة إليها فيما بعد.
وقال غرينبلات يوم الخميس إنه "ممتن للغاية لكونه جزءًا من فريق صاغ رؤية للسلام. هذه الرؤية لديها القدرة على تحسين حياة ملايين الإسرائيليين والفلسطينيين وغيرهم في المنطقة بشكل كبير". وقال أيضًا إنه يتطلع إلى قضاء المزيد من الوقت مع عائلته التي بقيت في ولاية نيو جيرسي خلال فترة عامين ونصف العام التي عمل بها في البيت الأبيض".
جاريد كوشنر، صهر ترامب وكبير مستشاري البيت الأبيض، قال إن عمل غرينبلات للإدارة "ساعد في تطوير العلاقات بين إسرائيل وجيرانها" وأن غرينبلات "موضع ثقة واحترام من جميع الزعماء في جميع أنحاء المنطقة".
وقالت المصادر الصحفية إنه من المتوقع أن يواصل أقرب مساعدي كوشنر، آفي بيركوفيتش، والسفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، قيادة جهود السلام الأميركية.
وكان غرينبلات قد روج فيها لصفقة القرن وأثنى على مؤتمر المنامة المدعو "السلام من أجل الرخاء" وأكد أن إدارة الرئيس دونالد ترامب لم تفصل بعد رؤيتها لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقال "نأمل أن يقرر الرئيس قريبًا متى يتم إصدار المشروع".
وكان غرينبلات قد ألقى خطابا صادما أمام مجلس الأمن الدولي يوم 25 تموز/يوليو أعلن فيه أن أن الإجماع الدولي لا يعني شيئا مؤكدا أن "الإجماع الدولي ليس قانونًا دوليا" وأن حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي لن يكون بالرجوع إلى القانون الدولي وأن قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة لا قيمة لها ولا فائدة من الرجوع باستمرار إليها لأنها صيغت بطريقة غامضة. ودعا إلى وقف إستخدام مصطلح الأراضي المحتلة فذلك لن يساهم في حل النزاع بل يعقده/ كما إستخدم لأول مرة كمسؤول أمريكي مصطلح "يهودا والسامرة" بدل الضفة الغربية كما جرت العادة حتى عند المتعصبين الأمريكيين.