الزيارة الاقتحامية لرئيس دولة الاحتلال ريفلين ، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للحرم الابراهيمي في الخليل ، هي زيارة استفزازية وستؤدي إلى تداعيات خطيرة ، وهدفها ليس انتخابي للاستحواذ على أصوات المستوطنين المتدينين في الخليل فحسب ، وإنما لأهداف خطيرة ، مرتبطة بصفقة القرن الامريكية ، وتجيء للتأكيد على أن الحرم الابراهيمي هو ملك لإسرائيل ، ولا يمكن التنازل عن هذا الحق ، وأن الخليل مدينة تعود لليهود بالأصل ، ولذلك فأنها ستبقى تحت السيادة والسيطرة الاسرائيلية .
ولا شك أن الزيارة تأتي في اطار المخططات والمشاريع الاحتلالية ، وتؤكد على البعد الديني والتاريخي للصراع بين الاسرائيليين والفلسطينيين منذ وعد بلفور وحتى قبل ذلك، وهي محاولة لإشعال فتيل التوتر وجر المنطقة لحرب دينية لا يمكن لأحد التكهن بنتائجها وعواقبها، وهذا ما ستجيب عليه الأيام القادمة ، وسيظهر بعد الانتخابات الاسرائيلية القادمة .
ومن الواضح أن الادارة الامريكية التي تدعو جهارة لإعادة انتخاب نتنياهو ، تتماهي تمامًا مع السياسات الاحتلالية ، وهي التي اعطت الضوء له للتصرف كما يشاء . وعليه فإن المؤسسة الصهيونية تتحمل المسؤولية عن هذا التصعيد الخطير ، والدفع نحو المواجهة التي من شأنها اندلاع انتفاضة جديدة في الاراضي الفلسطينية .
وإزاء هذه الزيارة التي تعتبر جريمة كبرى ، وتشكل استفزازًا خطيرًا لمشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين ، فإن القيادة الفلسطينية مطالبة موقف واضح ضدها ، والتحرك الفاعل ، ودعوة المجتمع الدولي تحمل المسؤولية والتدخل لوضع حد للانتهاكات الاسرائيلية وجرائم الاحتلال المتواصلة ، واتخاذ ما يلزم من اجراءات للجم المخططات والمشاريع الاسرائيلية التي تستهدف السيطرة على الحرم الابراهيمي والسيادة على مدينة الخليل .
بقلم : شاكر فريد حسن