دعا رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية إلى بناء استراتيجية وطنية فلسطينية للتصدي لصفقة القرن ومواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية، مشددا على تمسك الشعب الفلسطيني بحق العودة ورفض التوطين والتهجير.
وقال هنية هنية في كلمة له خلال المؤتمر الشعبي لمواجهة صفقة القرن والحفاظ على حق العودة في غزة، مساء الأحد، إن "مستقبل الفلسطيني في وطنه وقدسه وأرضه"، مضيفا أن" هذه أرضنا، ووطننا وإليه عائدون، وقضية اللاجئين هي قصة حياة وقصة بقاء وقصة دحر للمحتل عن أرضنا."
وأكد هنية أنه لا تنازل عن ذرة من أرض فلسطين، ولا اعتراف بإسرائيل ولا تنازل عن القدس، موضحا بأن "قضية اللاجئين هي الشاهد التاريخي على تهجير شعبنا ولجوئه إلى المنافي والشتات، وهي الشاهد التاريخي على صمود هذا الشعب."
وأردف أنه "رغم مرور 70 عاما على احتلال فلسطين وتهجير شعبنا إلا أن قضية اللاجئين ثابتة وراسخة، وتدل على صمود شعبنا وتمسكه بأرض فلسطين والعودة إلى كل فلسطين."
ولفت إلى أن" قضية اللاجئين تتعرض للمؤامرة الأخطر منذ اللجوء الأول، سيما أن صفقة القرن ترتكز على ثلاثة عناصر، هي استهداف اللاجئين، واستهداف القدس، والسيطرة على الضفة وغول الاستيطان الذي يبتلع الأرض وينهي أي إمكان لقيام دولة فلسطينية حتى على حدود عام 1967.
وأكد هنية أن "المحاولات المحمومة للتشجيع على الهجرة تندرج في إطار تصور أمريكي صهيوني لتذويب قضية اللاجئين وإنهائها."
ودعا هنية إلى بناء استراتيجية وطنية فلسطينية للتصدي لصفقة القرن ومواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية.
وأضاف "من هنا ندعو إلى بناء استراتيجية تقوم على ثلاثة محددات، أولها هو تعريف المرحلة التي نمر بها بأنها مرحلة تحرر من الاحتلال، وهي ليست مرحلة مفاوضات وسلام مع العدو؛ فشعبنا يخوض مرحلة التحرر من الاحتلال."
وأكد هنية أن "ثاني هذه المحددات هو ترتيب البيت الفلسطيني القائم على مبدأ الشراكة"، مشددا على أن مبدأ الإقصاء والتهميش ومحاولة انتزاع الشرعيات عن قوى وازنة لا يمكن أن يقود للوحدة.
وأوضح أن المحدد الثالث للاستراتيجية الوطنية هو المقاومة بمفهومها الشامل؛ من المقاومة الشعبية وحتى المقاومة المسلحة، هذه المقاومة التي يمكن أن تندرج تحت ظلالها العملية السياسية الفلسطينية ولكن الملتزمة بالثوابت.
وأضاف أنه يجب أن "ننطلق من هكذا محددات لبناء الاستراتيجية حتى نكون قادرين على إجهاض المؤامرات التي تستهدف شعبنا الفلسطيني."
وأكد هنية وقوفه الكامل مع "أهلنا في لبنان الرافضين لقرار وزير العمل اللبناني"، مشيدا بالفعاليات الرافضة لهذا القرار.
وطالب بالتوقف عن سياسة تصفية الأونروا، واستمرار دعم الأونروا وتقديم المجتمع الدولي المساعدات للاجئين هو ضمان لحق التعويض وعودتهم إلى أرضهم المباركة
وأعلن هنية استعداد حركة حماس لإنجاح الحوار الفلسطيني اللبناني الذي سيركز على أوضاع اللاجئين وتوفير الحياة الكريمة لهم لحين العودة إلى فلسطين.
وطالب بالعمل على إعادة إعمار مخيم اليرموك في سوريا، "وعودة أهلنا إلى مخيمهم الذي تم تدميره في ظلال الأزمة السورية"، مطالبا برفع القبضة عن أبناء الشعب الفلسطيني في العديد من الدول المضيفة.
هذا وحمل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير بسام السايح في سجون الاحتلال.
وقال هنية في كلمته "إننا إذ نحيي شهيدنا ونعزي ذويه وأنفسنا وأبناء شعبنا لنحمل العدو المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة التي تضاف إلى سجله الأسود."
وأكد أن "الاحتلال سيزول، وسيقدم شعبنا فاتورة الحساب للعدو طردا ودحرا وتحريرا لأسرانا ولمسرانا"، مضيفا أن "المحتل لن يدفع ثمن هذه الجريمة فحسب؛ بل سيكون وجوده على أرضنا غير شرعي."
وأضاف "أننا نطير تحية الفخر والاعتزاز لشهيدنا شهيد الحركة الأسيرة البطل بسام السايح الذي ارتقى قبل قليل من مرقده في ظلمة السجن شاهدا على هذا الاحتلال الإرهابي الذي لا يقيم وزنا للإنسان ولا لأبسط الحقوق والأعراف والمواثيق الدولية."