من نافلة القول، أن الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء الاسرائيلي، وزعيم حزب الليكود اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو، هو خطاب مغامرة سياسية، ومقامرة بالدم.
ومما قاله أنه في حال فوزه في الانتخابات وتشكيله حكومة جديدة فإنه سيفرض على ما يسميه " السيادة الاسرائيلية " على مناطق الاغوار بالضفة الغربية ومناطق هامة أخرى.
وبذلك فإن نتنياهو يستخدم الملفات الامنية لخدم مصالحه الشخصية للحصول على أصوات أكثر من غلاة المستوطنين واليمين الاسرائيلي المتطرف، وهو ليس وحده من يتبنى هذا النهج، فقد سبقه إلى هذه الممارسة وهذا التكتيك مرشحون كثر لرئاسة الحكومة.
إن نتنياهو بأقواله وتصريحاته هذه يغلق ملفات تاريخية، ويلغي امكانية الحل السلمي على أساس الدولتين في المستقبل المنظور، بتثبيت وتكريس الاحتلال للأراضي الفلسطينية وفق خطة صفقة القرن، التي ستخرج الى حيز التنفيذ مباشرة بعد الانتخابات الاسرائيلية، والاجهاز على الحق الفلسطيني، وهي مس بالسيادة والشرعية الفلسطينية.
وما من شك أن نتنياهو يسعى إلى تطبيق نظام الابرتهايد، بنهجه العدواني الاحتلالي التوسعي المتغطرس، ويعمل وفق مسارين، الاول ضم المناطق الفلسطينية لإسرائيل، ونزع الشرعية عن الجماهير العربية وتجريم العمل السياسي.
ولذلك فإن المجتمع الاسرائيلي مطالب بلجم نهج نتنياهو بالتخلص منه نهائيًا ومنع عودته لرئاسة حكومة قادمة، فهو يشكل عقبة كأداء في طريق السلام والامن، ويقود البلاد نحو هاوية الفاشية، ولا يمكن تحقيق السلام دون الاعتراف بالحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه بالعودة ، وفي إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
بقلم/ شاكر فريد حسن