لم يتقبل البعض من الشعب اللبناني عودة العميل في "ميليشيا جيش لحد" عامر إلياس فاخوري إلى بيروت، خصوصاً بعد أنباء عن سقوط التهم الموجهة إليه بمرور الزمن.
فاخوري الذي كان يوصف بـ "جزار معتقل الخيام" ومارس العديد من الانتهاكات بحق الأسرى، دخل إلى لبنان عبر مطار رفيق حريري الدولي، وأعلن الأمن العام اللبناني بعد يومين استدعاءه واخضاعه للتحقيق، بإشراف مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس.
الأسير اللبناني المحرر جهاد حسن حمود، وقال لموقع "الميادين نت"إن "الفاخوري كان مسؤولاً عسكرياً في معتقل الخيام أثناء اعتقاله، هو كان مسؤولاً عن حلقات التعذيب التي كانت تُنفذ بحق الأسرى في معتقل الخيام، ويشرف عليها كلها، ومارس التعذيب والقهر والإذلال بحقنا، وكان يتفنن بأساليب التعذيب".
وتابع "حتى المأكولات التي كانت تصل إلى السجناء كان يسرقها هو ومعاونيه وبهذا كنا نبقى أيام من دون طعام".
ويذكُر حمود في صوتية أرسلها للميادين نت أن الأسيرين بلال السلمان وإبراهيم بو عزة، استشهدا أثناء انتفاضة الأسرى عام 1989 على يد الفاخوري، وقال حمود "كنّا نطالب بدخول الصليب الأحمر إلى المعتقل آنذاك، تكلم الفاخوري معي باللغة العبرية تارة واللغة العربية تارة، وقال: نحن سنكون كل خير للمعتقلين فقط أوقفوا الاحتجاج، فأجبته: لن نوقف انتفاضتنا حتى يصل الصليب الأحمر إلى المعتقلات"، عندها أعطى الفاخوري أمراً بإلقاء القنابل تصيب "شللاً في الأعصاب" داخل المعتقل ما ادى الى اصابات بين الاسرى واستشهاد الاسيرين.
واستشهد الأسير علي عبدالله حمزة في ساحة المعتقل أثناء تعذيب الفاخوري له وهو معلقاً على العامود، وضربوه العسكريين الإسرائيليين بأمرٍ من الفاخوري إلى حد الموت، وجثته لم تظهر إلى يومنا هذا، وفق ما ذكره حمود.
"هذا أقل ما يمكن القول عن الفاخوري"، هذا ما أكده حمود، مستغرباً سماح الجهات الرسمية له بالدخول إلى الأراضي اللبنانية رغم كل أفعاله، وقال "يجب أن يحاكم على جرائمه، والفاخوري لم يتراجع عن عمالته مع إسرائيل، ولو تراجع لكان عمِل مع السلطات اللبنانية قبل خروجه من لبنان، أو مع المقاومة، وعلى الدولة اللبنانية أن تتحمل مسؤوليتها تجاه هذه القضية"، محذراً من ردة فعل قد يقوم بها الأسرى المحررون وأهاليهم وكل من هو معنيّ بالقضية.
وأضاف "قيل أنه بعد عشرين سنة سقطت كل المذكرات الصادرة بحقه، فهل بعشرين سنة يسقط التعذيب الذي نفذه الفاخوري بحقنا؟ هذا التعذيب لا يمحيه دهراً من السنين".
أتى ذلك بعد أن نشرت صحيفة الأخبار اللبنانية في عددها الصادر اليوم الخميس عودة عامر الياس الفاخوري، الذي كان مسؤولاً عسكرياً في معتقل الخيام، أبرز سجون الاحتلال الاسرائيلي في جنوب لبنان قبل التحرير عام 2000.
وقالت الصحيفة إن الفاخوري وهو من الجنوب، يبلغ من العمر 56 عاماً، كان مسؤولاً عن كتيبة عملاء من عصابات أنطوان لحد، مهمتها حراسة معتقل الخيام، والمشاركة في إدارته وقمع المعتقلين الذين كان جيش الاحتلال الإسرائيلي وعملاؤه ينكّلون بهم فيه، ويزعم أنه غادر لبنان إلى الولايات المتحدة الأميركية عام 1998، عبر فلسطين المحتلة، بعد خلاف مع رؤسائه.
لكنه، قبل ذلك، كان أحد أشهر العملاء بين ضحايا الخطف والاعتقال والتعذيب في معتقل الخيام. هو أحد رأسَي المعتقل، إلى جانب رئيس جهاز الأمن والتحقيق جان الحمصي (أبو نبيل)، ولا عميل فوقهما، كانا يتبعان مباشرة للاستخبارات الإسرائيلية.
"الأخبار" أضافت، الفاخوري عاد عبر مطار رفيق الحريري الدولي، بمرافقة ضابط في الجيش اللبناني برتبة "عميد"، ولاحظ عنصر الأمن العام المكلَّف التدقيق في جوازات سفر الواصلين إلى بيروت أن حامل جواز السفر الأميركي، عامر الياس الفاخوري، مطلوب للتوقيف. لكن التدقيق أظهر أن قرار التوقيف "مسحوب"، يعني ذلك أن الأمن العام عاجز عن توقيفه، لغياب أيّ قرار قضائي يتيح ذلك.
وعلى إثره، ضجت وسائل الإعلام اللبنانية المحلية، ووسائل التواصل الإجتماعي الخبر تحت هاشتاغ "جزار الخيام".
وغرّد نجل أحد الأسرى على تويتر قائلاً إن الفاخوري اقتلع عين والده اليسرى وتم استبدالها بعين زجاجية، ومنع عنه الدواء وكان قريباً من الموت.
هذا ونشر ناشط على توتير صورة للفاخوري مع النائب عن حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل.
ودعا ناشطون عبر وسائل التواصل إلى وقفة احتجاجية أمام قصر العدل مساء اليوم الخميس مطالبين بمحاكمة الفاخوري، والبعض يطالب بإعدامه.