أصيب العشرات من المواطنين الفلسطينيين، مساء اليوم، جراء قمع قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المشاركين في فعاليات الجمعة الـ 74 من مسيرات العودة وكسر الحصار بمناطق السياج الحدودي شرق قطاع غزة، والتي تحمل عنوان جمعة " فلتُشطب أوسلو من تاريخنا".
وزارة الصحة الفلسطينية، أفادت بأن الطواقم الطبية تعاملت مع 55 إصابة بجراح مختلفة منها 29 بالرصاص الحي من قبل الاحتلال الاسرائيلي خلال الجمعة 74 لمسيرات العودة وكسر الحصار شرق قطاع غزة.
وذكرت مصادر ميدانية وطبية بأن جنود الاحتلال المتمركزين في الابراج العسكرية وخلف السواتر الترابية المقامة بمناطق السياج الحدودي شرق القطاع ، اطلقوا الرصاص الحي والأعيرة المطاطية وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المشاركين، ما ادى الى اصابة عدد من المواطنين بالرصاص الحي والأعيرة المطاطية والعشرات بالاختناق.
وتوافدت الجماهير الفلسطينية، عصر اليوم، إلى مناطق السياج الحدودي شرق قطاع غزة، للمشاركة في فعاليات الجمعة الـ 74 من مسيرات العودة وكسر الحصار.
وقالت مصادر ميدانية إن المئات من المواطنين توافدوا إلى مناطق السياج الحدودي شرق قطاع غزة حاملين الأعلام الفلسطينية، للمشاركة في فعاليات جمعة " فلتُشطب أوسلو من تاريخنا".
وكانت قد دعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، في بيان لها، أهالي قطاع غزة، للحشد الكبير وأوسع مشاركة جماهيرية في فعاليات اليوم بعنوان جمعة " فلتُشطب أوسلو من تاريخنا"، وذلك في الذكرى السنوية والسادسة والعشرين، لتوقيع اتفاق "أوسلو" بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية.
وطالبت الهيئة، الفلسطينيين بالتوجه إلى مخيمات العودة الخمسة المنتشرة شرقي قطاع غزة، بعد عصر اليوم، للمشاركة الحاشدة والفاعلة في فعاليات هذه الجمعة، ولتوجيه رسائل قوية بضرورة مغادرة اتفاقية أوسلو كمطلب شعبي ووطني عاجل.
وعبرت عن رفضها لكل المشاريع التصفوية، وفي مقدمتها "صفقة القرن"، وضرورة مواجهة كل مخططات الاحتلال والإدارة الأمريكية التي تستهدف الأرض والشعب الفلسطيني، ورفضها لكل أوجه الاستيطان ومحاربة تهويد الضفة الغربية والقدس المحتلة.
واعتبرت أن مشاركة الجماهير الفلسطينية في هذه الجمعة، تأتي تأكيداً على استمرار مسيرات العودة بطابعها وزخمها الشعبي، ورفضاً للمؤامرات والمخططات التصفوية التي تستهدف الشعب الفلسطيني، ولتوجيه رسائل قوية بضرورة مغادرة اتفاقية "أوسلو"، كمطلب شعبي ووطني عاجل، وبما يعيد الاعتبار للنضال الوطني الفلسطيني الشامل ضد الاحتلال.
وجددت الهيئة تأكيدها على سلمية مسيرات العودة، ما يستوجب اتخاذ التدابير كافة، لتفويت الفرصة على الاحتلال وقادته في إيقاع الخسائر والضحايا في صفوف المتظاهرين السلميين، والحذر من رصاص القناصة الغادر، والذين يسعون لإيقاع أكبر قدر ممكن من الشهداء والإصابات في صفوف أبناء الشعب الفلسطيني.
كما دعت الجماهير المشاركة إلى الالتزام بتوجيهات اللجان المنظمة والمشرفة على المخيمات والتعاون معهم في إنجاح فعاليات هذه الجمعة.
وقالت: "رسائل جماهير شعبنا الأهم خلال هذه الجمعة، رفضنا لمشاريع ترمب (الرئيس الأمريكي) التصفوية، وللتطبيع مع الاحتلال، والتصدي لإسقاط حقنا في العودة إلى فلسطين، وبأن المسيرات ماضية بحضورها الشعبي حتى تحقيق أهدافها".
في هذه الأثناء، رفع جيش الاحتلال الإسرائيلي مستوى التأهب والاستنفار خشية اشتعال الاوضاع على الحدود مع قطاع غزة، حيث أن هناك مخاوف لدى الجيش من استغلال الجهاد الاسلامي للوضع الحساس الذي تمر به اسرائيل قبل الانتخابات من خلال مواصلة إطلاق الصواريخ تجاه مستوطنات الجنوب. وذلك حسب مزاعم الجيش
ووفقا لموقع "يديعوت احرنوت" فقد اتخذ جيش الاحتلال عدة اجراءات لتحسين جهوزيته استعدادا لاحتمال نشوب تصعيد مبادر من قبل المنظمات في قطاع غزة بما في ذلك الجهاد الاسلامي.
هذا ومن بين الاجراءات الاحتياطية التي اتخذها جيش الاحتلال في إطار استعداداته رفع مستوى التأهب والاستنفار في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة بما في ذلك نقل قوات تعزيز لفرقة غزة.
ويشارك الفلسطينيون منذ الـ30 من آذار 2018، في مسيرات سلمية، قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في 1948، وكسر الحصار عن غزة.
ويقمع جيش الاحتلال تلك المسيرات السلمية بعنف، حيث يطلق النار وقنابل الغاز السام والمُدمع على المتظاهرين بكثافة، ما أدى لاستشهاد 332 مواطنًا؛ بينهم 16 شهيدًا احتجز جثامينهم ولم يسجلوا في كشوفات وزارة الصحة الفلسطينية، في حين أصيب 31 ألفًا آخرين، بينهم 500 في حالة الخطر الشديد...يتبع..