حركة حماس والضرورات الوطنية

بقلم: فادي شحادة

عند الأزمات الكبيرة تحتاج قوى التغيير إلى مراجعات نقدية جريئة هدفها الاستقواء بكل عناصر القوة في الماضي والحاضر وتفادي الأخطاء والحماقات من أجل قطع الطريق على الانهزام والتهافت.

بهذه المقولة أردنا أن نستهل مقالنا هذا الذي كنا نتمنا أن نكتبه ونحن في اكناف الوحدة الوطنية وليس كما هو حالنا اليوم.أن ما وصل إليه الوضع الداخلي الفلسطيني هو وضع يندى له الجبين ويخجل منه كل حر من أحرار هذا العالم ، للأسف لقد عايش انقسامناالذي هو واقع حالنا اليوم كل ثورات الربيع العربي كبيرها وصغيرها كما عايش كل الاستحقاقات العربية بعده من انتخابات وتشكيلات سياسية ونحن كما نحن لا تغيير ولا أمل في التغيير ، والسؤال الذي يطرحه غالبا كل مواطن فلسطيني كيف لكل هذه الشعوب أن تنتصر لذاتها وحقوقها ونحن كما نحن لا تغيير ؟ لماذا واقعنا على حاله؟ لماذا وحدتنا تهزم وانقسامناينتصر؟

اسئلة كثيرة ومشروعة من حق المواطن الفلسطيني أن يسمع اجابتها من أصحاب القرار وصناع السياسة في البلاد . ولكن نحن حسب وجهة نظرنا في الإجابة على هذا الموضوع نقول أن الإرادة الوطنية في إنهاء مظاهر الفرقة الفلسطينية لازالت ضعيفة تحتاج إلى مزيد من الدعم والاسناد من أجل أن تنتصر على ضعاف النفوس الذين رهنوا مستقبل شعبهم ووطنهم بأجندات خارجية وإقليمية مقابل الكثير من الامتيازات لأن ابقاء الحال الفلسطيني على ماهو عليه اليوم هو أسمى مطالب الاحتلال لأنه سيشكل مدخلا هاما لضرب الحركة الوطنية الفلسطينية في مقتل وانهاء كابوس الدولة الفلسطينية المستقلة الذي دك مضاجع حكام الاحتلال .

إن الانتصار على الذات من أجل الوطن هو أسمى درجات التضحية والالتزام الوطني وهو شيء ليس بالسهل الوصول إليه ولكن إذا توفرت الإرادة والإيمان بما نحن نناضل من أجله يمكن الوصول إلى أهدافنا الوطنية والانتصار على المحتل . نتمنى بعد ماعيشناه وعايشه خاصة عالمنا العربي من ثورات وانتصارات ربيعية أن تتشكل لدى نخبنا السياسية ونخص بالذكر حركة حماس صحوة وطنية تساهم في اجتثاث كل مظاهر الانقلاب الدموي منذ عام 2007 والذي يعتبر الانقسام السياسي والإداري هو أحد توابعه. كما أنه مطلوب من الأخوة في حركة حماس ترتيب الأولويات حسب المصلحة الوطنية العليا بعيدا عن الارتهان للمصالح الحزبية الضيقة ، فموقف الأخ / احمد بحر الأخير الذي نادى فيه بعدم شرعية الرئيس ابومازن هو موقف أقل ما يقال عنه أنه سخيف سياسيا وفارغ المضمون، فمواقف على هذا النحو لا يمكن للمواطن أن يصنفها تحت بند أو مسمى وطني وإنما هي بلا منازع مواقف غير مسؤولة تخدم أعداء الشعب الفلسطيني ليس غيرذلك، ولانريد تكرار استخدام تعليق الأخطاء والتجاوزات على شماعة الاحتلال ، فهذا المحتل وجد ليقاوم من ثوار هذه الأرض وليس من أجل أن يكون مدخلا سهلا سلسا لاستمرار الانقلاب الدموي وتمرير السياسات الهادمة للمشروع الوطني.

الدلالات المطلوب أن يعلمها قرائنا الكرام هو أن ينتبهوا جيدا فليس كل ما يلمع ذهبا، وأن النصر الحقيقي هو بإسقاط أحلام الاحتلال في ترسيخ مظاهرالفرقة الفلسطينية وتجسيد مظاهر الوحدة الوطنية التي اصبح يتغنى بها الكثيرين كشعار تحرير الأقصى قولا وفعلا على الارض.

بقلم/ فادي شحادة