يشتكي المزارعون الفلسطينيون من هجمات منظمة لجماعات المستوطنين الإسرائيليين على أراضيهم تكلفهم دمار محاصيلهم التي ينتظرون حصادها لأشهر طويلة.
وبينما ينتظر المزارع راجح عطياني من قرية ياسوف قرب مدينة سلفيت في شمال الضفة الغربية لنحو عام كامل من أجل جني ثمار زيتونه، فإنه صدم بأن مستوطنين تسللوا إلى أرضه وسبقوه إلى محصوله.
وبدأ عطياني لا حول له ولا قوة بعد أن تفقد أشجار الزيتون التي جاء لتفقدها ووجدها ضحية التخريب مكسرة الاغصان وخالية من الثمار.
ويقول عطياني لوكالة أنباء "شينخوا"، إنه تفاجأ لدى توجهه إلى أرضه البالغة مساحتها 6 دونمات مزروعة باشجار الزيتون وقد كسرت أغصانها وسرقت ثمارها.
وذكر أن المستوطنين قطعوا أشجار تين في أرضه بينما لم يتبق إلا شجرة واحدة منها، فيما قطعة أرض أخرى لشقيقه ومساحتها 6 دونمات هي أيضا كانت قبل نحو شهرين على موعد مع الخراب عندما قطع المستوطنون جميع أشجارها بينما كانت مثمرة بثمار الزيتون.
وتحتل شجرة الزيتون مكانة كبيرة لدى المزارعين الفلسطينيين خاصة في موسم قطف الثمار الذي يرافقه طقوس كثيرة اعتادوا على تنظيمها وخاصة العونة أو أن يتجمع أفراد العائلات للتعاون في قطف محصول الزيتون.
وتتطلب عملية قطف ثمار الزيتون من شجرة واحدة في العادة عدة ساعات وذلك بحسب عدد الأشخاص المشاركين فيها.
لكن يقول مزارعون إنه منذ سنوات تحول موسم قطف الزيتون إلى كابوس نتيجة هجمات المستوطنين عليهم إما بطردهم تحت تهديد السلاح من أراضيهم أو الاعتداء عليهم بالضرب وتكسير أشجارهم.
ويعيش في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967 نحو نصف مليون مستوطن إسرائيلي في 120 مستوطنة إلى جانب 2.7 مليون فلسطيني، وكثيرا ما تحولت المواجهات بين الجانبين إلى أعمال عنف.
ويبلغ عدد أشجار الزيتون في الأراضي الفلسطينية قرابة 12 مليون شجرة، منها قرابة 9 ملايين شجرة زيتون مثمرة، والباقي غير مثمر، بحسب إحصائيات وزارة الزراعة الفلسطينية.
ويقول غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة لـ"شينخوا"، إن المستوطنين يعرفون أهمية شجرة الزيتون للمزارعين لذلك هم يتعمدون الاعتداء عليها إما بتقطيعها وحرقها أو بسرقة محصولها.
ويوضح دغلس أنه بينما المزارع ينتظر من عام لعام ثمار زيتونه ويقوم بعنايتها يأتي المستوطنون ويسرقون المحصول.
ويشير إلى أن موسم قطف الزيتون تحول إلى حالة من التوتر لدى المزارعين وخاصة التي أراضيهم قريبة من المستوطنات خاصة مع تصاعد هجمات المستوطنين ضدهم.
ولحماية المزارعين يشير دغلس إلى أن تعليمات صدرت بعدم التوجه إلى الأراضي بشكل منفرد بل بجماعات وتنسيق ما بين المزارعين لصد أية هجمات عليهم من ناحية وتنظيم أيام عمل تعاونية لمساعدة المزارعين إما من طلبة الجامعات ومؤسسات أخرى من ناحية ثانية.
ويعد محصول الزيتون مصدرا غذائيا واقتصاديا رئيسا بالنسبة للفلسطينيين ومصدر دخل سنوي للمزارعين.
وأكد محافظ سلفيت في السلطة الفلسطينية عبدالله كميل أن "سرقة المستوطنين ثمار أشجار الزيتون من أرضي في قرية ياسوف شرق محافظة سلفيت جريمة من سلسة الجرائم التي يقترفها المستوطنون يوميا بحق الفلسطينيين في محافظة سلفيت وغيرها".
ودعا كميل إلى تكاتف شعبي للتصدي لمثل هذه الممارسات الرامية إلى تدمير الأرض الفلسطينية وزيتونها وسرقة مقدرات الشعب الفلسطيني في ظل تصاعد وتيرة الاستيطان.
أما محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام فأكدت على ضرورة توفير مزيد من الدعم للمواطنين والمزارعين في المناطق المستهدفة من إسرائيل خلال موسم قطف الزيتون، من أجل تمكينهم ومساندتهم.
وشددت غنام في بيان على الحاجة إلى توحيد المؤسسات ولجان العمل والمجالس المحلية والقروية لتعزيز قدرة المزارعين على جني محاصيلهم ومواجهة هجمات المستوطنين.
وبحسب إحصائيات رسمية يدر القطاع الزراعي الفلسطيني دخلا يقدر في حدود 800 إلى 900 مليون دولار سنويا بحيث يساهم في الدخل الإجمالي الفلسطيني بنسبة 20 إلى 25 في المائة.