يُحيي أبناء الشعب الفلسطيني اليوم الخميس، الذكرى الـ19 للانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى) التي اندلعت في الثامن والعشرين من شهر سبتمبر 2000، بعد أن استباح رئيس الوزراء الإسرائيلي "الأسبق" أرئيل شارون باحة المسجد الأقصى برفقة حراسه، الأمر الذي دفع جموع المصلين إلى التجمهر ومحاولة التصدي له.
دخول شارون المسجد الأقصى وتجوله في ساحاته أثار استفزاز المصليين الفلسطينيين فاندلعت المواجهات بين المصليين وجنود الاحتلال في ساحات المسجد فسقط 7 شهداء وجرح 250، فيما أصيب 13 جندياً "إسرائيلي" وكانت هذه بداية شرارة الانتفاضة.
وقد تخللت سنوات الانتفاضة العديد من المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين كَبَدت الاحتلال خسائر كبيرة، شملت مقتل عشرات المستوطنين وجنود الاحتلال، وتدمير عدد من الجيبات العسكرية ودبابات ومدرعات للاحتلال.
كما استهدفت قوات الاحتلال قطاع غزة، بالعديد من العمليات العسكرية والاجتياحات، منها عملية "الدرع الواقي" و"أمطار الصيف" و"الرصاص المصبوب"، والتي راح خلالها الآلاف من الشهداء والجرحى.
وخفت حدة هذه الانتفاضة التي راح ضحيتها أكثر من 6000 شهيداً، فيما أصيب أكثر من 500 ألف جريح، حتى تم تطبيق ما تسمى "خطة فك الارتباط أحادي الجانب"، في عام 2005، حيث تم بموجبها إخلاء المستوطنات "الإسرائيلية" ومواقع جيش الاحتلال من قطاع غزة.
وقد استهدفت إسرائيل خلال انتفاضة الأقصى أبرز قيادات الصف الأول من القادة الفلسطينيين باغتيالهم، أمثال الرئيس ياسر عرفات، وقادة حركة حماس الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي واسماعيل أبو شنب وصلاح شحادة، والأمين العام للجبهة الشعبية أبو علي مصطفى.
وعلى صعيد المقاومة الفلسطينية، فخلال انتفاضة الأقصى تميزت بالتطور والتقدم، فصنعت أنواع من الصواريخ المختلفة التي استخدمتها فيما بعد في المقاومة ضد إسرائيل، وقصف مدن الاحتلال، وخلق نوع من التوازن في الرعب.
وخلالها، اغتالت الجبهة الشعبية، وزير السياحة الإسرائيلي (زئيفي)، فيما قتل العشرات من القتلى الإسرائيليين خلال اجتياحات المدن الفلسطينية والاشتباك مع رجال المقاومة وعمليات المقاومة النوعية، أبرزها كان مقتل 58 جندياً إسرائيلياً من بينهم قائد وحدة الهبوط المظلي الإسرائيلي (الكوماندوز) في معركة مخيم جنين، فضلاً عن جرح 142 آخرين.