عرضت جمعية النجدة الاجتماعية لتنمية المرأة الفلسطينية فيلمين يتناولان أثير السياسات الإسرائيلية على المرأة الفلسطينية المزارعة والراعية، عرض الفيلمين في تاريخين مختلفين وفي أماكن مختلفة. حيث تعاني النساء جراء السياسة الإسرائيلية والمتمثلة بسلب الأراضي بفعل الجدار كما هو الحال في فيلم "أرض ميتة" للمخرجة الفلسطينية الشابة أمجاد هب الريح، فيما يتناول فيلم "الراعية" سلب الاحتلال للمياه في منطقة الأغوار وتأثير ذلك على المرأة الراعية، والفيلم من إجراء الشابة الفلسطينية فداء عطايا. يأتي عرض هذه الأفلام ضمن مشروع "يلا نشوف فيلم!" وهو مشروع شراكة -ثقافية مجتمعية تنفذه مؤسسة "شاشات سينما المرأة" بالشراكة مع "جمعية الخريجات الجامعيات" وجمعية "عباد الشمس لحماية الانسان والبيئة" وبدعم رئيسي من الاتحاد الأوروبي ودعم مساند من cfd السويسرية وصندوق المرأة العالمي.
نقاش الحضور في فيلم "الراعية"، والذي حضره ممثلي مؤسسات المجتمع المدني وفصائل العمل الوطني وناشطين وناشطات نسويات، واقع منطقة الأغوار التي تتعرض للمصادرات من قبل الاحتلال، ودور المرأة الفلسطينية في عملها بالقطاع الزراعي، وكيف تشبثت بالأرض وكانت الحارسة لها في ظل الهجمة الشرسة التي تقوم سلطات الاحتلال لتهجير المواطنين في الاغوار، واعتبر العديد من المشاركين أن المرأة الفلسطينية صامدة وثابتة في منطقة الأغوار رغم قساوة الحياة والطبيعة، بالإضافة إلى ما تتعرض له هي وأفراد عائلتها وجميع سكان منطقة الأغوار الفلسطينية من تطهير عرقي وتهجير وما تتعرض له المنطقة ملاحقات من قبل الاحتلال لهم ولثروتهم الحيوانية وحرق لمحاصيلهم الزراعية، كما تعيش المرأة في المنطقة من خطر التدريبات العسكرية التي يجريها الاحتلال بشكل متواصل سواء في المالح وعين الحلوة والفارسية والحديدية وغيرها من مناطق الأغوار، وأوصى المشاركين بضرورة توجيه الوفود المتضامنة الى مناطق الاغوار، وتنظيم رحل مدرسة أيضاً إلى الأغوار والى تعزيز صمود المواطنين بالأغوار ببرامج حكومية داعمة.
كما عرض فيلم "أرض ميتة" في بيت النساء في بلدة عنبتا، وناقش الحضور معاناة المرأة التي يسلب منها مصدر رزقها، والذي انعكس في الفيلم من خلال امرأتان سلب الجدار أرضهما المزروعة بالزيتون، مما جعلهن أسيرتي الفقر والأسى، فالزراعة تشكل لدى العديد من النساء مصدر دخل يمكنهن من توفير احتياجاتهم واحتياجات أسرهن، ويواجهن من خلال العمل الزراعي الفقر والحاجة والعوز، لا سيما أن هذه الأرض ورثنها عن أبائهن، مما يشكل ارتباط عاطفي مع الأرض وليس فقط اقتصادي، فإن فقدان الأرض يؤثر بشكل كبير على حياة هذه الأسر من كل النواحي خاصة على المرأة التي ارتباطها بالأرض، ارتباط يحفظ كرامتها ويمنعها من التفكير بالخروج الى العمل مضطرة داخل أراضي الخط الاخضر، وركز الحضور على دور المرأة الوطني والاجتماعي في تعزيز روح الانتماء لدى أبنائها، وترسيخ جذورهم، في الأرض وذلك من خلال إيمانهن بأحقية وملكية هذه الأرض. أجمع الحضور على أهمية الأرض وضرورة المحافظة عليها وأن فقدانها له نتائج سلبية على الصعيد الاقتصادي، والاجتماعي، والنفسي، وطبعا السياسي، وأن الفلسطيني متمسك بأرضه.