ما ازعجني هذا السلوك الذي تحدث عنه الدكتور ابراهيم ابراش من قبل اللجنة المشرفة من حركة فتح على جامعة الازهر ، هذا السلوك اثار لدي الاحزان وتاريخ مارق تم التلاعب فيه بحياة المناضلين ولم يقتصر على ذلك بل ذهبوا بما يسموا الثورة الفلسطينية الى اتون المعارك من اجل المصالح تاركين وراء ظهورهم ما اقسموا عليه وما انتموا اليه ، واصبحت كل السلوكيات لا تتحدث الا عن نهج دكتاتوري من اعلى الهرم الى اسفله ومن اسفله الى اعلاه ، تلك اللجنة المشكلة من روحي فتوح واحمد حلس والحج اسماعيل بطل الانسحاب من الجنوب هي تلك المهزلة التي تتكرر دائما ً وانتقلت عدواها بالتوارث بدلا ً من تصويب مساراتنا وثقافاتنا التي نحن احوج بها نتيجة مأساة فتح وانقسامها وماساة وطن تتشاقله الهموم والمؤامرات والتجزئة والانقسام ، حيث اصبح كل شيء من مكون القضية الفلسطينية سياسيا وامنيا واجتماعيا وثقافيا مجرد اشلاء تبحث على من يجمعها ويعيدها للحياة ولا قدرة الا لله سبحانه وتعالى .
الدكتور ابراش اقيل ام استقال فالنتيجة واحدة ، ولكن اي بطولة تلك التي اتت بها اللجنة لاقالته برسالة الى فخامته برغم انه كما اوضح في مقاله الاخير المعنون بعنوان "جامعة الأزهر ضحية الانقسام وخلافات فتح الداخلية" بانه قدم استقالته مرتين للسيد الرئيس ولم تصل تلك الرسائل وكان بالمقابل ان تخفى رسائله الموجهة وتستبدل برسالة من تلك اللجنة العبقرية التي همومها على فتح كما يتحدثون وهم اخر من يتحدث عن هذه الحركة وهمومها لان همومها اكبر منهم جميعا ! ..ويطالبون باقالة السيد ابراهيم ابراش ولان رسائله السابقة كما اوضح في مقاله الاخير ترجموها بانها تمس بهم وتدينهم وعلى حسب المثل الشعبي "قبل ما يتعشى فيهم ابراهيم ابراش هم اتغدوا فيه بقرار من الرئيس "
ليست هنا المشكلة ايضا ً ، افرد ابراهيم ابراش في مقالته 15 مفردة وضح فيها الازمة التي تُلم بجامعة الازهر والاختراق القانوني للجنة المكلفة من الرئيس ومن حركة فتح بالاشراف على تلك الجامعة وبما يخالف القانون الاساسي للجامعة واصرارهم على بقاء الدكتور الفرا رئيس للجامعة بما يخالف القانون وازمة الجامعة المالية ، المهم في رسالة العباقرة للجنة المشرفة اتهموا ابراش كما فهمت بالميول الى التيار الذي يقوده النائب والقائد الوطني محمد دحلان والتخابر ...! سمعنا من قبل تهم التخابر مع رام الله من قبل حماس وسمعنا التخابر مع غزة من قبل السلطة ولم نسمع مقولة التخابر مع التيار .؟!.... وبالتالي كان هو المنفذ لهم من القاء المبررات والتهم المتدارج عليها لكي يحاصر كادر او قائد او حتى عنصر او غيره وهذا يكفي للرئيس ان يقوم بالموافقة على اقالة الدكتور ابراش الذي هو من اصدر قرار بتعيينه لرئاسة الجامعة .
ولكن من الغباء ان يبقى هذا السلوك دارج ومتعارف عليه في تصفية الحسابات في داخل حركة فتح ، في حين ان الدكتور ابراش كان له الحق كل الحق في استخدام القانون الداخلي في الجامعة لحل ازماتها بدون التدخل السياسي والتنظيمي ، ولا يوجد اي اعتبار وطني للتدخل السياسي والتنظيمي في الجامعة الا اذا انحرفت الجامعة في مسيرتها العلمية والاكاديمية والوطنية عن متجهاتها ، في حين ان فترة الدكتور ابراش سمحت بدقة اداريا ً في ادارة الجامعة وبمنظور ديمقراطي لانتخابات لاسرة العاملين فيها ، ولم يصح الا الصحيح في النهاية فاتى رئيس الجامعة الان من خلال الخيارات والاسماء التي طرحها الدكتور ابراش سابقا والازمة كل الازمة كانت تدور حول تلك الاسماء البديلة للدكتور الفرا .
كما قلت من المحزن ان تنتقل عدوى المناكفات الى الحرم الجامعي الداخلي ، وهنا اذكر ما بعد الخروج من بيروت في الساحة اليمنية وعند ظهور ما يسمى الانشقاق كانت تلك التهمة كفيلة لان تزج باشرف المقاتلين من الضباط الى تهم كيدية فقط من اجل ابعادهم عن مصدر القرار او الفعل واذكر هنا التقارير التي رفعت ، وكانت نتاجها ان كثير من الضباط هجروا القوات الى المهجر المانيا والنمسا والدنمارك فقط لانهم كانوا منتقدين ولا نية لهم للانشقاق ، ولكن هكذا تهم تلصق ومازال لحتى الان هذا السلوك لكل من يعارض نهج الرئيس او مصالح الذين من حوله .
لقد راجعت المقالات السابقة للدكتور ابراش والتي تخص جامعة الازهر والاستقالة وما حوت من جمل وابجديات تهاجم الاخ محمد دحلان والتيار وفهمت سر هذا الهجوم الذي كان ردا ً على رسالة اللجنة المشرفة للرئيس عباس والتي تتهمه بالمويل الى التيار وكانت ابجديات دفاعية تبعد عنه هذه المقولة وهذا الاتهام ، ولكن لا يصح للدكتور ابراش ان يستخدم مثل تلك الابجديات من اجل ان يخلي ساحته وبراءته من تهمة هي ليست بتهمة ،فلا يستطيع احد ان ينكر ان فتح منقسمة وهو ما اعترف به في مقاله الاخير ، والتيار الديمقراطي في حركة فتح موجود فعلا في جامعة الازهر وله حاضنة واسعة ولقد فاز في نقابة العاملين بــ6 مقاعد اي الاغلبية وهو خيار ديموقراطي لم يتدخل فيه احد وهي قوة كانت نتاج عمل ديموقراطي لا احد يستطيع الوقوف امامه ، وهي ليست بتهمة والتهم توضع بناءا ًعلى اسلوب الخطاب والاهداف ، فمازالت اهداف التيار هي وحدة فتح ورأب الصدع وتصحيح للبرنامج السياسي والافاق التنظيمية المعمول بها في داخل فتح وعدم الاستفراد بالقرار ومؤتمرات حركية عادلة سيدة نفسها بدون تدخل ، هذا ما يخص حركة فتح اما ما يخص السياسة والبرنامج السياسي ، فمازال برنامج التيار كما افهمه هو اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على الاراضي التي احتلت ما بعد 1967 ووقف التنسيق الامني والتعامل مع الاحتلال والدفع للاحتلال بدون ثمن هذا باختصار شديد ، فأي ادانة يمكن ان تكون لهذا التيار بصرف النظر عن سلبية هنا او هناك .
كنت لا اتمنى ان يقع الدكتور ابراهيم ابراش في نقطة الضعف ليشن حملات في مقالاته السابقة ورسائله السابقة على الاخ محمد دحلان وعلى التيار فهؤلاء المسماه باللجنة المشرفة لا يرحمون فمهما اعطيتهم من ولاء فهم كالاخطبوط الممنهج في السلوك والتصرفات ولو اشعل الدكتور ابراش اصابعه العشرة لهم لما اكتفوا الى ان تاكل النار كامل الذراع ليفظوه ايضا للخارج فهم يعرفون ماذا يريدون وماذا يقررون ولا مكان للشرفاء في ظل برنامج ممنهج يحافظ على من سرقوا وعلى من نهبوا وعلى ما يقيموا مزارع التشابك الاقتصادي والتجاري مع الاحتلال .
بقلم / سميح خلف