بنيامين ناتنياهو قوة على الباطل وجرأة على الحق

بقلم: ناجى احمد الصديق

لم يعد خافيا على احد ان من بين أكثر الرؤساء تطرفا وأكثرهم عجرفة واطولهم باعا فى احتقار العرب هو بنيامين ناتنياهو ، ليس لانه حمل هم اخلاء الفلسطينين اجمعين من أرضهم ولا لانه عمل على محو القضية الفلسطينية من ذهن العالم قبل محوها من مخيلة القادة العرب ولكن لأنه لم يدع فرصة واحدة منذ توليه رئاسة الوزارة الاسرائلية الا وضع ميسمه واضحا وبينا على أعناق العرب إمعانا فى الإذلال وتماديا فى الجرأة على الحق .... تلك الجرأة التى دعته قبل هنيهة الى الإعلان دون وجل عن ضم غور الأردن ، ليس لانه فى حاجة اليها ولكن ليعيد التأكيد للذين يهادنون فى السر والعلن انه ليس رسول سلام ولكنه رسول حرب وانه ليس رجل حل ولكنه رجل تعقيد وانه صادق العزم على محو العرب من على خارطة فلسطين .. فإلى الذين يهادنون يرسل رسائله ... جريئة كجرأته على الحق الفلسطينىة وقوية كقوته على الباطل الصهيونى وواضحة وضوح رؤيته لحل الدولة الواحدة اليهودية على ارض فلسطين .
لم تكن جرأة بنيامين ناتنياهو لتصل الى هذا الحد لولا خنوع الامة العربية ، ولم يكن خياله يرتاد غور الاردن لولا ضعف الهمة العربية ، ولم يكن يستطيع ان يشرأب بعنقه حتى فى الأحلام الى الجلوس فى مكان واحد مع قادة العرب لولا رحيل من كانوا شوكة فى خاصرة اسرائيل يقابلونها بالشدة ويحاورنها بالقوة ويجاهرونها بالعداوة ويخاطبونها رسميا بالعدو الصيونى..
هذا هو ناتنياهو على سواءه وجلائه لن يدخر جهدا فى سبيل تصفية القضية الفلسطينيةو لن يتوانى ما وسعته الحيلة فى سبيل تحقيق وهم بناء الهيكل ثانية وإنشاء دولة اسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل ، وها هو يبدأ بغور الاردن ولن ينتهى به المطاف فى الضفة الغربية وحدها بل سيسير قدما على اكتاف حلم الصهاينة المتشددين واليمين الامريكى المتطرف لاشعال حربا دينية هذه المرة يسطر من خلالها على كل الاراضى التى تكون فى داخل حدود دولة اسرائيل الكبرى تلك.
لابد ان يعلم العالم ان بنيامين نتانياهو قد وضع القانون الدولى دبر اذنيه لانه كمال قال عراب الحروب الأمريكية وصديقه الحميم جون بولتون – (ان القانون الدولى وضع للضعفاء لهذا وجب علينا عدم الاستناد عليه حتى وان كان فى صالحنا لكى لا يحتجو به علينا ) لهذا فان قرار نتانياهو بضم غور اردن الى اسرائيل لا يعنى له شيئا فيما يتعلق بالقانون الدولى ولا يهمه ابد ان كان العرب سيدبجون البيانات ويرسلون الادانات ويتوعدون بالذهاب الى المؤسسات الدولية ، كل هذه الاشياء لا تعنى له شيئا ، ولكن الذى يحسب له الف حساب ، بل الذى يخشاه هو ارسال الصواريخ والطائرات المسيرة والطعن والقتل ، كل هذه اشياء يخشاها الرجل لانها تعنى له ان هنالك قوة ومقاومة ، وان هنالك عزيمة وارادة وان هنالك دماء يجب ان تسيل صباح مساء طالما ان هنالك صهيونى واحد يعيش على ارض فلسطين .
كل ذلك وما يزال العرب متشرزمون ومنقسمون ومنهوكون بل واصبح من بينهم من يدين المقاومة المسلحة ويعلن على رءس الاشهاد ان لاسرائيل حق الدفاع عن نفسها ، ولم يسأل القادة العرب انفسهم يوما واحدا عن الذى يمنعهم من التوحد فى مواجهة اسرائيل ، بل لم يسألوا انفسهم عن الذى جعلهم يجلسون مع نتانياهو ويتناقشون معه فى امن المنطقة وينسقون معه لمواجهة إيران ، وهم لا يدركون ان نتانياهو هذا هو عدوهم الأول بل هو عدوهم الأوحد وان إسرائيل هذه هى مشكلتهم الكبرى بل هى مشكلتهم الوحيدة ، فإسرائيل هى من ينسج خيوط العداء بينهم وهى من يزكى شعلة الغضب فيهم وهى من يغذى شيطان الخطيئة عندهم ، وان ناتنياهو هو من يقوم بدور المحرض على إثارة الحروب فى الشرق الأوسط ، فهو يعلم ان بقاء إسرائيل مرهون باختلاف العرب وان دوام الأمن فيها مستند على عدم الأمن فى الدول العربية .
هكذا يرسل نتانياهو رسائله صبح مساء .. واضحة لا لبس فيها وقوية لا ضعف فيها وهو عازم كل العزم على حل الدولة الواحدة تبقى فيها إسرائيل هى السيد على كل تراب فلسطين ، وتبق فلسطين كيانا لا هوية له تابعة وليس متبوعة وخادمة وليس مخدومة ولها إن لم ترد ذلك الذهاب الى البحر .. فالبحر يسعها فى رأى نتانياهو ان لم تسعها بقعة صغيرة مجهولة الهوية لا يراها العالم إلا حين يدقق احدهم فى أطلس الجغرافيا


ناجى احمد الصديق المحامى السودان