عاد النجل البكر لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مجددا إلى عناوين الصحف العبرية يوم الأربعاء، على ضوء التسريبات التي نشرتها القناة 12 في التلفزيون الإسرائيلي، لإفادته خلال التحقيق الذي خضع له كسائر أفراد أسرته، ضمن تحقيقات الشرطة الإسرائيلية، في شُبهات ملفات الفساد التي تحوم حول والده.
وينظر معارضو نتنياهو إلى يائير (28 عاما) اليميني المتشدد، كالطفل المدلل الذي لا يملك عملا ويعيش في مقر اقامة رئيس الحكومة الرسمي، على حساب دافعي الضرائب. لكن عائلة نتنياهو ترى بتلك الانتقادات "ملاحقة سياسية، يقودها اليسار المُتنفّذ في وسائل الإعلام وسلطات الدولة، ضد يائير وعائلة نتنياهو بشكل عام، بسبب أنها تنفذ أجندات يمينية".
وتضمّنت إفادة نتنياهو الابن في التحقيق، بحسب التقرير، شتائم وسباب وتشهير ضد جهاز الشرطة الإسرائيلية وخصوم والده السياسيين، والأشخاص المقرّبين لوالده الذين تحوّلوا إلى شهاد ملك في قضايا الفساد ضده، والصحافيين. وتعامل يائير بازدراء واحتقار مع المحقق، رافضا الإجابة على أسئلة بسيطة، واصفا الشرطة الإسرائيلية بـ "شتازي وغستابو"، علما أن الأول هو جهاز الشرطة في ألمانيا الشرقية، الذي كان يبطش بالمعارضين، والثاني هو الشرطة السرية الألمانية في العهد النازي. واستاء العديد من الإسرائيليين من ذلك، مشيرين إلى أنه "حريّ نجل رئيس الحكومة، أن يحترم رجال الشرطة، الذين هم جزء من مؤسسات الدولة".
كما اتهم يائير نتنياهو خصم والده داخل حزبه "الليكود" غدعون ساعر، بـ "اغتصاب سكرتيرته، وترقيتها بمنصب لإسكاتها"، واصفا الناطق بلسان العائلة، نير حيفتس الذي تحوّل لشاهد ملك بـ "الحثالة"، متهما إياه بـ "قتل جندي إسرائيلي وسحب جثته إلى سكة قطار من أجل التمثيل بها، وإخفاء جريمته"، مخاطبا المحقق "هذا هو شاهدكم الذي تعتمدون عليه، اخجلوا على أنفسكم".
وهاجم يائير نتنياهو الصحافيين، في رده على سؤال من المحقق، إذا كان قد ضغط على صحافيين لينشروا أخبارا إيجابية عن والده مقابل تسهيلات ما، فقال "أنا لا أتحدث مع أي شخص من مجموعة النفايات هذه". وتشتبه الشرطة الإسرائيلية، بأن يائير نتنياهو يتدخل بأمور الحكم ويستغل صلاحيات والده.
وقال بعض الإسرائيليين إن "حقيقة أن يائير هو ابن رئيس الحكومة، فذلك لا يمنحه أفضليات، أو يجعله فوق القانون". ويُشتبه ببنيامين نتنياهو حينما كان وزيرا للاتصالات، بمنح امتيازات ضريبية لشركة "بيزك" للاتصالات، مقابل أن يحظى بتغطية إيجابية من موقع "والا" الإخباري، حيث أن مالك "والا" و"بيزك" هو رجل الأعمال الإسرائيلي شاؤول إلوفيتش.
وكشف يائير نتنياهو في التحقيق، أنه كان يعرف عائلة إلوفيتش بأنها "يمينية وقريبة علينا من ناحية إيديولوجية"، نافيا أن يكون قد ضغط عليها بشيء. وقال يائير "تحدثت مع عائلة شاؤول إلوفيتش مرة واحدة فقط، قلت لهم 'أنتم يمينيون، فلماذا موقعكم يساري مُتطرف ويُعادي البلاد؟' حاولت فهم هذا التناقض".
ومضى يقول "حاولت أن أُري لهم، أن موقعهم يساري، وهذا يكُلّفهم ثمنا باهظا، لأن ذلك يدفع القراء ليكروا الموقع بسبب ذلك". واعترف يائير نتنياهو بأنه كان يبعث رسائل إلى إيريس، زوجة شاؤول إلوفيتش، تتضمن أخبارا لا تروق له ويقول لها "انظري إلى هذا الاشمئزاز، يا له من موقع يساري"، كما كان يُرسل لها تعليقات كتبها أشخاص من اليمين الإسرائيلي، وهم يهاجمون "سياسة الموقع اليسارية"، على حد تعبيره.
واعترف يائير نتنياهو أيضا بأنه هدد عائلة إلوفيتش بأنه "سيمسح تطبيقهم من هاتفته الذكي"، مؤكدا أنه حاول إقناعهم بأن "معظم الناس ينتمون إلى اليمين السياسي، وإذا كان موقعكم كذلك، فإن معظم الناس سيصبحون من قرائكم". وترفض الشرطة الإسرائيلية التأثير والتدخل بعمل الصحافة وتشدد على "وجوب الحفاظ على حياديتها ومصداقيتها وموضوعيتها، وكفالة حرية التعبير".