جولات مكوكية بين غزة والضفة يقوم بها د. حنا ناصر والفريق المرافق له من اللجنة المركزية للانتخابات ثلاث جولات بين مدينتين في اطار جغرافي واحد لدولة واحدة في اقل من اسبوعين , لقاءات فصائلية هامة تجري هنا في غزة مع وجود استنفار فصائلي وسياسي كبير جدا , ولقاءات واسعة بحضور الدكتور حنا ناصر مع الفصائل بقيادة حركة حماس في بعض الاحيان لتكوين موقف للرد علي ما يحمله هذا الرجل من الرئيس ابو مازن . اليوم يحمل د. حنا اوراق تحمل رؤية محددة للرد علي رؤية فصائل غزة سيسلمها لحركة حماس وبالتالي تعقد اجتماع للفصائل لترد عليها وهكذا دواليك تستمر المراسلات والاوراق المتبادلة. وبين الجولة والجولة تصدر العديد من التصريحات من الطرفين وكل التصريحات التي تصدر تقول ان الامور تسير باتجاه الانتخابات وما يتم تلقيه من ردود من قبل الطرفان غاية في الايجابية والتميز وهذا ما يرشح لا اكثر ولا اقل .
قراءة التصريحات تختلف من مراقب الي اخر منهم من ياخذ بالقشور ويصدق ان الوضع جدي ويسير باتجاه صحيح وكل المعيقات يتم تفكيكها وهذا صحيح في ظاهره لكنه معقد في باطنه فلا معيقات حقيقية ظهرت في الطريق بعد كلها محاولات من قبل د. حنا لتقريب الرؤي والسياسات بين اطراف المعادلة الوطنية ليتفادة هو وطواقمة بالمستقبل اي معيقات حقيقية قد تؤثر علي استقلالية عمل اللجنة المركزية للانتخابات الفلسطينية . متفقين على الانتخابات ومختلفين علي بعض الامور هذا ما توحي به كثرة الجولات تعدد الاوراق والرؤي مع انها ذات الرؤي والتصورات لكل طرف وهذا ما يدعونا لان نقول ان كل طرف يخشي الاخر ولا يثق بالاخر ويعتقد انه سيوظف الانتخابات ليهزم الاخر وهنا بات دور اللجنة بناء الثقة بين الاطراف الفلسطينية اكثر من السعي لتحقيق انطلاقة عمليه للبدء العملي بوضع جدول للانتخابات .
الامر في غاية التعقيد من وجهة نظري ليس سهلا ولا طريق السيد حنا ناصر مفروشة بالسجاد الاحمر انها مهمة شاقة ومتعبة في ذات الوقت لكن مع صعوبتها تبدو سهلة اذا ما تحقق انجاز واختراف نحو اتفاق نهائي للانتقال الي الملف الاخر من التهيئة للانتخابات وهو ضمان ان تنفذ الانتخابات في القدس دون ممانعة اسرئيلية وبالتالي استصدار قرار رئاسي بحدد موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية والمجلس الوطني .
الورقة الاخيرة التي نقلها السيد حنا ناصر من فصائل غزة وقيادة حركة حماس الي الرئيس ابو مازن مهمة وحساسة لكنها في ذات الوقت هي ما يسعي الرئيس ابو مازن لتحقيقها فلا انتخابات دون القدس ولا انتخابات للمقدسين خارج القدس الامر منتهي ولا يتوجب وضع ذلك في ورقة الفصائل لان التفريط بالقدس اصبح وراء ظهورنا واصبح بالتاكيد خارج دائرة العمل الوطني علي كافة المستويات الرسمية والفصائيلية والشعبية .
اجماع الامناء العامون مهم في وجه نظري ويجب ن يحدد نقاط محددة لبحثها عبر برنامج محدد توقع فيه الفصائل كل باسمه علي وثيقة وطنية تحوي قبول اجراء الانتخابات وتعهدات بتزليل كل العقبات التي قد تفرضها الظروف او بعض المخربين والذين لا يريدوا لمسيرة الديموقراطية ان تجمع شمل الفلسطينين و توحد بيئتهم السياسية وحدودهم الجغرافية , ودون ذلك فان الاجتماع في حد ذاته سيكون مضيعة للوقت وتبديد للجهد الكبير الذي تبذله القيادة الفلسطينية للوصول الي توافق وطني شامل باتجاه انجاح العملية الانتخابية بكافة اشكالها . اليوم سيسلم السد حنا ناصر رد القيادة الفلسطينية علي ورقة الفصائل الاخير بخصوص القدس و خصوص محكمة الانتخابات والدوائر والتمثيل النسبي بالاضافة الي العديد من التساؤلات التي جاءت في ورقة الفصائل ولا اعتقد ان هذه الردود ستنفع دون البدء في اعداد وثيقة وطنية تشمل العديد من البنود المهمة والتي يخشاها الطرفان للتوقيع عليها في اجماعهم المقترح , اتمني ان ينصب العمل من الان فصاعدا علي البدء باعداد هذه الوثيقة وتمريرها علي الفصائل للموافقة عليها حتي لا تاخذ وقتا للنقاس في الاجتماع المتوقع وبالتالي يتحول الاجتماع الي ورشة عمل تتطلب المزيد من الايام و الساعات للتوافق عليها . هذه الوثيقة تعتبر محصلة ما تم التوافق عليه خلال الجولات وما حملته الاوراق المتبادلة التي نقلها د. حنا ناصر الي قيادة حماس والقيادة الفلسطينية بالمقابل , ولابد من الاسراع في تجهيز هذه الوثيقة للانتهاء من دائرة النقاشات المكوكية والتي باتت محط قلق للكثيرين وباتوا يخشوا ان تتوسع دائرة الخلاف وتضيق دائرة الاتفاق والتوافق بما يعني اننا كفلسطينين افشلنا الانتخابات قبل ان تفشلها اسرائيل والتي تراهن على ان لا يتفق الفلسطينين علي اطار وزمن وشكل محدد لاجراء انتخاباتهم .
الجميع الان بمن فيهم القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس ابو مازن ينتظروا نتائج الاتصالات التي تدور الان في اكثر من عاصمة عربية مع سلطة الاحتلال ومن خلال اكثر من قناة دولية لضمان تنفيذ الانتخابات الفلسطينية في القدس وان يمثل المقدسين انفسهم وفي دائرة انتخابية كما باقي الدوائر الانتخابية بالوطن . المسالة ليست سهلة ومخطئ من يعتقد ان تقبل اسرائيل بسهولة ذلك وتسمح للجنة المركزية للانتخابات الفلسطينية بانشاء دائرة انتخابية في القدس دون مقابل واعتقد ان وافقت اسرئيل علي ذلك فانها ستوافق بثمن قد لا تستطيع القيادة الفلسطينية دفعه ولا حتي اي فصيل سياسي فلسطيني وهذا يعني ان احتدام المعركة قادم مع اسرئيل وليس بين الفصائل في غزة والقيادة الفلسطينية , هذا يجعلنا نطالب بان يسرع اطراف المعادلة الوطنية بانجاز توافقهم الوطني نحو الانتخابات ويوقعوا وثيقتهم حتي تكون رسالة واضحة المعالم لاسرائيل بان رهانها علي عدم اتفاق الفلسطينين علي الانتخابات فشل .
د. هاني العقاد
. [email protected]
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت