غيب الموت الشاعر الشعبي الفلسطيني ابن كفر قرع، يوسف أبو ليل ( أبو صالح )، بعد حياة عريضة ومديدة زاخرة بالعطاء والابداع والغناء واحياء الاعراس والافراح والليالي الملاح.
يوسف أبو ليل من فرسان الحداء الشعبي في البلاد، ينتمي لجيل المرحومين أبو السعود الأسدي واخيه أبو غازي الأسدي، والأخوين المرحومين أبو الأمين وأبو عاطف الريناويين. شغف أبو ليل بالشعر الشعبي في شبابه المبكر، وقد بزغ نجمه في البلاد،
وشكل مدرسة ومنارة للشعر والحداء الشعبي الفلسطيني، وأجاد مختلف ألوانهما، من ميجنا وعتابا ومربع ومثمن وشروقي وقرادي ومحاورات في شتى المواضيع، وحين كان يشدو ويغني ويترنم كان صف السحجة يتمايل طربًا على وقع صوته وأدائه الجميل.
ويشهد له القاصي بالدماثة والكرم وحسن الأخلاق والشهامة وحسن المعشر، وكان محبًا للوطن، وغنى للأرض والعامل والفلاح وله الكثير من الأشعار التي نظمها وقالها في مناسبات وطنية واجتماعية مختلفة.
ومن خلال نظرة شمولية لماضي أبي ليل الغنائي ومما شدنا إليه على امتداد سنين طويلة، هو مدى خصوبة فكره، وحدة ذكائه، وفطنته، واتساع أفقه وخياله، وقدرته على الارتجال والقول والسبك والابتكار، وهو على فطرته جيد الشعر، متين الأسلوب، وألفاظه رقيقة طيعة بيده كما يشاء. رحم اللـه كنار الشعر والحداء الشعبي الحاج يوسف أبو ليل، وتغمده بواسع رحمته، وعاشت ذكراه خالدة.