إن التصعيد والتكثيف في جرائم الحرب الإسرائيلية والعدوان المستمر من قبل حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة واستهداف القياديين والمدنيين العزّل والمؤسسات الحقوقية والإعلامية يأتي في إطار الصراعات الإسرائيلية الداخلية ومحاولة نتنياهو لتجاوز ازماته الشخصية و فشله السياسي الذي يواجهه على حساب حياة ومعاناة شعبنا ومقدراته ومؤسساته بالإضافة إلى كونه النهج ومنطلقات العمل التي تتبناها الحكومات اليمينية الاسرائيلية العنصرية وإن الهدف من هذا العدوان النيل من وحدة الشعب الفلسطيني وقطع الطريق على استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وخدمة لأهداف داخلية إسرائيلية حيث تتعمد حكومة المستوطنين التي يقودها نتنياهو التصعيد على حساب الدم الفلسطيني وإتباع سياسة الاغتيالات الجبانة والقصف للمباني السكنية في محاولة منها للنيل من ارادة الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية .
ان هذا العدوان الاسرائيلي الهمجي علي الشعب الفلسطيني وإعلان حالة الحرب والاستمرار في القصف على قطاع غزة واستشهاد اكثر من احدى عشر شهيدا خلال ساعات وإصابة اكثر من اربعين شخص بإصابات بالغة الخطورة نتيجة هذا العمل الوحشي والإجرامي هو تجاوز لكل الخطوط الحمر كما يدل على ان دولة الاحتلال ورئيس حكومتها المنتهية ولايته نتيناهو قام بهذا العدوان الاجرامي لصرف النظر عن فساده وفشله في تشكيل حكومة جديدة ويعد هذا العدوان خرقا واضحا لكل المواثيق الدولية واستمرار لسياسية العربدة الإسرائيلية والهدف منه الاستمرار في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة .
ان مسؤولية مجلس الأمن الدولي التدخل لوقف هذه الجرائم الارهابية العدوانية على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وما تمارسه قوات الاحتلال في الضفة ومدينة القدس المحتلة من جرائم واستهداف الاحتلال لمقر الهيئة المستقلة لحقوق الانسان ولممتلكات مدنية وشقق سكنية ومواقع في مناطق مختلفة من قطاع غزة في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي والدولي الإنساني وانه وفي ظل ذلك لا بد من اتخاذ إجراءات دولية عملية لوقف مسلسل الاجرام والإرهاب الإسرائيلي، وان من حق شعبنا الدفاع عن نفسه وحقوقه بكافة الوسائل المشروعة والتصدي لهذه الحرب الشاملة التي اقدم عليها بنيامين نتنياهو وهو من يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الخطير والعمل على شن عدوان جديد على قطاع غزة المحاصر ليستهدف المدنيين ولتنفيذ مخططه الرامي الي ضرب المشروع الوطني الفلسطيني .
أن هذا العدوان وهذا الاغتيال هو ارهاب دولة منظم لكنه لن ينال من وحدة الشعب الفلسطيني في هذه الاوقات العصيبة فلا بد من تجسيد الوحدة الوطنية والتمسك بحقوقنا واننا ندعو شعبنا والقيادة الفلسطينية الى توحيد الصف الوطني في موقف موحد قوي لا يلين ضد هذا الانقسام والظلام والاستبداد فلم يعد هناك مجال للمتاجرة بشعب غزة وأهلنا الصامدين هناك ولا بد استعادة الوحدة الفلسطينية فورا ووضع حد لهذه المعاناة التي استمرت اكثر من عشره سنوات وفتحت المجال للعديد من الجهات للتآمر علي قضيتنا ومشروعنا الوطني الفلسطيني وهذا يتطلب اتخاذ موقف عربي موحد وداعم لوحدة الشعب الفلسطيني وتمكين القيادة الفلسطينية من استعادة قطاع غزة وعودتها للشرعية الفلسطينية وان المجتمع الدولي مطالب بالتحرك السريع والعمل على رفع الحصانة السياسية والقانونية عن دولة الاحتلال والتدخل الفوري لوقف عمليات القتل والتصعيد وتوفير الحماية الدولية العاجلة لشعبنا ورفع الحصار الجائر عن القطاع واتخاذ تدابير جدية لمحاسبة نتيناهو وقيادة جيشه ومن يرتكب عمليات الاعدام المنظمة بحق ابناء الشعب الفلسطيني.
بقلم : سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت