علق أفيخاي درعي المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بالعربية على تقارير لصحيفة "هآرتس" العبرية حول المجزرة التي ارتكبت بحق عائلة أبو ملحوس (السواركة) في مدينة دير البلح قطاع غزة.
وقال درعي عبر مواقع التواصل الاجتماعي " في يوم الخميس الماضي ١٤/١١/٢٠١٩ أعلنا أن رسمي أبوملحوس الذي قتل في #ديرالبلح يعتبر مسؤولًا في الجهادالإسلامي الا أن معلومات واردة فيما بعد تثير شكوكًا حول مصداقية هذا النبأ وقد لا يكون دقيقًا. إيمانًا منا بنشر الحقيقة التي تبقى اسمى من كل شي أردنا توضيح الأمر تاركين الموضوع للتحقيق حيث منه نستقي العبر".
وقال درعي " الهجوم في دير البلح تم تحديده كهدف للجهاد الإسلامي ، وقد تعرض المكان لهجوم مسبق ، تم فتح تحقيق أولي حول الهدف ومخطط الهجوم (..) لم يكن المدنيين هدفا ولم نتوقع تعرضهم للأذى ، نحن نأسف لإصابة المدنيين غير المستهدفين ويجري التحقق من ظروف الحدث من كل الجوانب".
ونشرت صحيفة "هآرتس" العبرية، العديد من التقارير والمقالات التي تسلط الضوء على المجزرة التي وقعت في دير البلح وأدت لاستشهاد 8 من أفراد عائلة أبو ملحوس (السواركة)، فجر يوم الخميس الماضي، وتبين من تحقيق خاص للصحيفة نشرته الجمعة، أن عملية القصف تمت وفق معلومات استخبارية قديمة لم تحدث منذ عام ولم يتم التحقق من وجود أشخاص في المنزل من عدمه حين وقعت عملية القصف.
وكتب جدعون ليفي وهو كاتب وصحافي وناشط يساري إسرائيلي مقالا في الصحيفة تحت عنوان "لا أحد يعلم"، هاجم فيها المنظومة العسكرية والسياسية في إسرائيل بعد تلك الجريمة المروعة بحق العائلة.
وقال ليفي "الطيار الذي قصفهم لم يكن يعلم، وقادته الذين أمروا بذلك لم يعلمون، ووزير الجيش ورئيس الأركان لا يعلمون، كما أن قائد القوات الجوية لا يعلم، وضباط المخابرات الذين يرصدون الهدف لم يعلموا، حتى المتحدث باسم الجيش كذب بجبهته العارمة وقال لم يعلم.. لكنهم يعرفون دائمًا كل شيء، وفجأة أصبحوا لا يعلمون".حسب ترجمة موقع صحيفة "القدس" الفلسطينية.
وأضاف "قتلوا نجل رجل مطلوب في ضاحية بدمشق بعد أن وصلوا إليه، ولكنهم لم يكونوا يشعرون بالإحساس البائس الذي تعيشه دير البلح، والأسرة الفقيرة البائسة التي قضت آخر ليلة في حياتها وأنها ستكون الضحية الأخيرة".
وأشار ليفي إلى استشهاد 8 أفراد من عائلة واحدة جراء ذلك القصف وبسبب معلومات غير دقيقة، متسائلا فيما لو كانت تلك الجثامين الثمانية لإسرائيليين "هل سيهتز العالم لوحشية الإرهاب الفلسطيني؟!". مضيفًا "لكن محمد السواركة مجرد طفل فلسطيني يبلغ من العمر 7 سنوات ولد وتوفي بلا حاضر أو مستقبل، كانت حياته رخيصة وقصيرة كحياة فراشة، قتله طيارًا تمجده إسرائيل".
وتابع "لقد كانت مجزرة حقيقية، لن يعاقب أحد عليها بحجة أنه لم يتم تحديث بنك الأهداف، هذا البنك الذي لم يختفِ مع مرور الوقت"، معتبرًا إياها بأنها كانت مجزرة أشد من تلك التي استهدفت القيادي في القسام صلاح شحادة وعائلته وعدد كبير من العائلات التي تقطن البناية المستهدفة حينها عام 2002 باستخدام قنبلة كبيرة، وادعى وقتها الجيش الإسرائيلي أنه لا يعرف بوجود مدنيين في ذلك المبنى، في كذبة مكررة دون اتخاذ أي إجراء يغير من بنك الأهداف الذي يقتل الأطفال والنساء.
من جانبها اعتبرت عميرة هاس في مقالة افتتاحية ب"هآرتس"، أن هناك عبثا في استخدام الطائرات الحربية والقنابل الذكية التي تحلق الضرر بالمباني البائسة حتى ولو كانت خالية من الفلسطينيين، مشيرةً إلى أن المخابرات العسكرية مثلها مثل الجيش مصممة لخدمة الأهداف السياسية الإسرائيلية قبل كل شيء، فيتم استهداف الفلسطيني باستمرار ضمن سياسة تخدم مصالح السياسيين.
وأشارت إلى أن آلاف الفلسطينيين قتلوا وجرحوا واعتقلوا بسبب "الخطأ" في الاستخبارات وبنك الأهداف، لافتةً إلى أن ما جرى مع عائلة السموني من جريمة مروعة عام 2009 كان نتيجة تشخيص خاطئ.
ولفتت إلى أن الفشل الاستخباراتي رافقه فشل للمتحدث باسم جيش الاحتلال باللغة العربية والذي سارع لتوزيع صور وأخبار عن قصف الجيش الإسرائيلي لهدفه، وكشف عن نفسه بأنه أداة رخيصة ومثيرة للسخرية.
كما نشرت الصحيفة تقريرًا تحدث عن عائلة السواركة بأنها تعيش في فقر مدقع، وأنها تعول على رعي الغنم في كسب رزقها، وأنها تعيش في منازل بسيطة جدًا بجوار بعضها، ولا يوجد فيها من هم نشطاء بالجهاد الإسلامي.