ان الاعلان عن الاستقلال الفلسطيني لم يكن مجرد إعلان سياسي فقط وإنما هو حدث تاريخي هام أسهم في توحيد القوى الفلسطينية على أرضية سياسية ووطنية واحدة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي لأرضنا الفلسطينية كما ان هذا الاعلان رسم ملامح المرحلة القادمة وحجم المسؤوليات والأعباء الملقاة على عاتق القيادة وشعب فلسطين الذي دوما كان موحدا لمواجهة مشاريع التصفية ووقف متصديا لكل المؤامرات التي استهدفت وجودنا الفلسطيني وحقوقنا المشروعة وانجازاتنا الوطنية وتطلعاتنا التاريخية والمستقبلية .
ان مضمون وجوهر وثيقة الاستقلال ينطلق من المبادئ الاساسية لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ومن روح الميثاق الوطني الفلسطيني ودستور دولة فلسطين والتي جاءت ضمن الشرائع والقانون الدولي وتشكل السياج الواقى للنضال الوطني التحررى للشعب الفلسطيني ولمشاريع الوهم الامريكية والإسرائيلية الهادفة الى تدمير بنية منظمة التحرير الفلسطينية وتمزيق وحدتها وسلب شرعيتها الدولية والسعى لخلق وإيجاد البدائل الهزيلة لها حتى يكون بإمكانهم التلاعب بمصير الشعب الفلسطيني ومستقبل نضاله والعبث بحقوقه التاريخية المشروعة وهذا واضح من خلال المساعي الحثيثة لبعض الأطراف المعادية والساعية لإيجاد بديل عن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية يكون مستعداً ليفاوض الجانب الاسرائيلي ويقدم تنازلات وطنية وسياسية تنسجم مع المشروع الأميركي الاسرائيلي وتدمير الانجازات الفلسطينية .
ان الشعب الفلسطيني بكل اتجاهاته وأطيافه السياسيه قد أحتشد حول هدف رئيسي وأولوية واحدة وهي نيل الحرية وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وأنه لا بديل عن هذا الهدف وهو هدف الاستقلال وأن مسيرة النضال والهدف التحررى ستبقى حتى تحقيق هذه الاهداف الوطنية مهما بلغت الصعوبات واشتدت المؤامرات خطورة حيث ستشهد المرحلة القادمة الاستهداف المباشر للشعب الفلسطيني وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وهذا الامر يتطلب منا العمل على بناء المجتمع الفلسطيني الذي تسوده الشراكة الوطنية والعلاقات الديمقراطية واستعادة وحدة المؤسسات الفلسطينية وحماية تضحيات شعبنا التاريخية وتجسيد وبناء المؤسسات القادرة على التصدى لمؤامرات الاحتلال وأعوانه .
إن إعلان دولة فلسطين جاء نتيجة حتمية لحجم لتضحيات ونضالات شعبنا وكان ثمرة من ثمار النضال الوطني والانتفاضة الفلسطينية التي عبرت عن قوة الحضارة الفلسطينية وقدمت للعالم اجمع صورة مشرفة عن الشعب الفلسطيني الذي يطالب بحقه ويعمل من اجل تحرير وطنه وجاء اعلان الاستقلال كخطوة سياسية هامة حيث عبر فيها الشعب الفلسطيني عن إرادته السياسية وحقه في تقرير مصيره والحفاظ على حقوقه الوطنية الثابتة والتأكيد على خيار مواصلة العمل السياسي والحراك الشعبي وتوسيع دائرة الدعم الدولي لحقوق شعبنا من اجل احداث تغيير نوعي في ميزان القوى لصالح قضيتنا الوطنية والاعتراف الدولي الكامل بدولة فلسطين كامل العضوية .
اننا سنبقى على العهد دوما وان شعلة المسيرة والنضال ستبقى متواصلة ومتصاعدة حتى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة التي أقرتها قرارات الشرعية الدوليه وفى ذكري اعلان الاستقلال نجدد العهد على أننا ماضون لتحقيق أهداف شعبنا من هذا الإعلان الذي أعلنه الرئيس الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات حيث وبحكمته السياسية واقتداره قاد السفينة الفلسطينية رغم كل العواصف وأوصلها إلى هذا الانجاز التاريخي المهم والذي اثمر فيما بعد على صدور قرارات دولية هامة وكان آخرها قرار الاعتراف بدولة فلسطين كدولة مراقب في الأمم المتحدة عام 2012 وبحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية باعتبارها قضية شعب يناضل من أجل التخلص من الاحتلال.
بقلم : سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت