في ظل استهداف شعبنا الفلسطيني ومواصلة حكومة الاحتلال العسكري الإسرائيلي تعنتها وارتكابها للجرائم المنظمة وممارسة أبشع أنواع الإرهاب بحق الاسرى في سجون الاحتلال وتنكرها للحقوق الفلسطينية وفي ظل تلك الممارسات التي تعبر عن وجهه الاحتلال البشع والهمجي لا بد من التحرك الدولي العاجل والسريع لوقف الممارسات الخطيـرة بحـق الأسرى في سجون الاحتلال وخاصة الانتهاكات الصارخة بحق الأطفال والنساء والشيوخ والمرضـى وقدامى الأسرى وكذلك العمل على تشكيل لجان طبية دائمة عربية ودولية تكلف بزيارة الأسرى والوقوف على أحوالهم الصحية والخدمات الطبية المقدمة لهم والمطالبة بمعاملة الأسرى الفلسطينيين والعرب كأسرى حرب وفقا لاتفاقية جنيف وقواعد القانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنـسان والاتفاقيـات ذات الـصلة واستمرار زيارات المنظمات الدولية الميدانية للأراضي الفلسطينية المحتلة لمراقبة وتوثيق ما يتعـرض لـه الأسرى من انتهاكات وممارسات خطيرة وضرورة العمل على تدويل قضية الأسرى ورفعها أمام المؤسسات الدولية وتشكيل فريق دفاع دولي ليتولى الدفاع عن الاسرى المعتقلين وحقوق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة ودعم الاعتراف الدولي بها .
ان الاحتلال الاسرائيلي بات يمارس ابشع وسائل القمع بحق الاسرى وان الأوضاع المأساوية والخطيرة التي يمر بها الأسرى وما يتخللها من استمرار الجرائم الطبية الإسرائيلية الفاضحة والواضحة والمخالفة لكل الاعراف والقوانين التي تعرفها البشرية حيث يعاني الأسرى المرضى على وجه الخصوص من معاملة قاسية تتمثّل في حرمانهم من أبسط الحقوق التي كفلتها القوانين والمواثيق الدولية من تلقّي العلاج والمتابعة الطبية وتوفير إمكانية إجراء عمليات جراحية وتتحدث التقارير التي تصدر عن المنظمات الحقوقية والإنسانية وتشير بوضوح إلى تزايد عدد الأسرى المرضى وإلى انتشار أنواع مختلفة من الأمراض من بينها أمراض خطيرة ومستعصية.
في ظل ذلك لا بد من التدخل الدولي للضغط على حكومة الاحتلال لوقف عدوانها المتواصل ضد شعبنا والتوجه لفتح الملف الطبي للأسرى وإجراء تحقيقات دولية للعمل على فضح الجرائم والقوانين الإسرائيلية التي تشرع الانتهاكات بحق الأسرى والعمل على ايصال الحقائق المتعلقة بمعاناة أبناء شعبنا الي المجتمع الدولي وكشف ممارسات الاحتلال وعنصريته امام الرأي العام العالمي ونشر حقيقة ما تمارسه سلطات الاحتلال من أبشع أنواع التعذيب والإذلال بحق أبناء شعبنا من الأسرى في السجون والزنازين الانفرادية ومن الإهمال الطبي وكشف سياسة القتل المتعمد امام العالم اجمع .
إن قضية الأسرى هي قضية مركزية ومصيرية للشعب الفلسطيني وقيادته لأن الحرية هي أغلى ما يملكه الإنسان ولذلك لا بد من التحرك الدولي وفقا للإمكانيات المتاحة لدى الجاليات الفلسطينية والتى تشكل محورا مهما في دعم قضايا الاسرى وخاصة في اماكن الشتات ومن المهم العمل على تشكيل لجان حقوقية وإعلامية فلسطينية تكون فاعلة وضاغطة على الحكومات والبرلمانات الدولية والرأي العام في أماكن تواجدها للدفاع عن الأسرى وخاصة في ظل الممارسات الخطيرة التي تفرضها وتمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسرى والأسيرات والتي تجعل المسؤولية الملقاة على عاتق ابناء الجاليات الفلسطينية كبيرة ومهمة مما يتطلب من الجميع العمل وبكل الاتجاهات ووضع الخطط المناسبة لتفعيل كافة الجهود من أجل الدفاع عن الأسرى ونقل معاناة شعبنا الى العالم ووقف العنف الاسرائيلي المرتكب بحق شعبنا الفلسطيني وتعبئة الرأي العام الدولي لصالح القضية الفلسطينية والتأثير على صناع القرار في مختلف الدول لصالح فلسطين والدفاع عن الحقوق الوطنية الفلسطينية .
بقلم : سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت