الاحظ ان هناك جهل في مفهوم الشعوذه بالمجتمع الفلسطيني. فكثير من المثقفين يرون ان توجه الشخص للرقيه الشرعيه عند شيخ دين بهدف العلاج من مرض روحاني هو شعوذه. ويتم لوم الاهل على اخذ المصاب لشيخ الدين لقراءه القرءان عليه . وهنا اعتقد من الواجب تصحيح مفهوم الشعوذه بمجتمعنا الفلسطيني المثقف. المشعوذ باختصار هو الساحر الذي يستخدم طلاسم وطقوس شركيه تغضب الله تعالي تستجير بالشياطين من دون الله تعالى بهدف تحضير الجن والحصول على خادم من الجن لتحقيق مصلحه ما او ايذاء شخص ما بمسه بالجن.
اما الشيخ الذي يقرا ايات الرقيه الشرعيه القرءانيه على شخص مريض سواء كان مرض عضوي او مرض روحاني كأن يكون به عين او مس من الجن فهذا لا يمكن ان يسمى مشعوذ. هو يحاول علاج المريض الذي تعرض للشعوذه بالقرءان واذا حدث لشخص مس من الجن وشعر المريض باعراض المس فلا يمكن ان تتهم شخص ما انه هو من يوهمه ان به مس. لأن المس ان وجد فاسبابه تكون مجهوله تماما. اما ان يكون بسبب العين او السحر او خلل كيماوي بالجسم سمح باختراق الجن للجسد. وان لم يوجد مس فالشخص يعرف انه سليم ومعافى ولا يمكن ان تقنع شخص معافى ان به مرض او مس. خاصه ان المس يعرف بسهوله حتى للمصاب بالمس حيث بشعر بالم شديد بالجسم لدى قراءه ايات الرقيه الشرعيه. وقد يتحدث الجن على لسان الشخص المصاب في جلسه الرقيه الشرعيه بدون ان يشعر به المصاب.
وهناك حالات قد يسمع المصاب الجن وهو ينطق على لسانه ولكن لا يستطيع السيطره على جسمه حتى يستفيق. طبعا من الخطإ الشديد الثقه العمياء بالرقاه الشرعيين فهم يخطئون. اي ليس من المعقول ان تستجيب للراقي عندما يأمرك بضرب المصاب بمس بهدف تاديبه. دور الراقي الشرعي فقط ينحصر بتلاوه ايات الرقيه الشرعيه وان يسقي المريض ماء مرقي وينصح بدهن جسمه بزيت الزيتون المرقي. ولا يسمح للراقي بالفتوى باي مرض طبي او نفسي او التحريض على التعامل مع المريض بقسوه. وهذا من الاخطاء الشائعه للناس، وهي ثقتهم العمياء بشيوخ الرقيه الشرعيه واتباعهم تعليماتهم بشكل اعمى ولو كانت تعليماتهم غير منطقيه. كأـن يامر الراقي الاهل بضرب المريض بالمس. او ان يقوم الراقي بتشخيص الحاله بشكل خاطي، فيكون المريض مريض بمرض نفسي او مرض عضوي ولكن يدعي انه مريض بالمس بينما لا يكون به مس او سحر.
لذا اقترح ان تعين السلطه الفلسطينيه شيوخ للرقيه الشرعيه والعلاج بالحجامه معتمدون. او ان لا تسمح بممارسه هذه المهنه الا لمن لديه تصريح رسمي من وزاره الاوقاف. ويتم مراقبه عملهم من جهات رسميه حتى لا يتشتت اهالي المرضي ويطوفوا بين شيوخ دين غير مؤهلين لهذه المهنه ومن ثم قد يضللوهم في تشخيص الحاله بقصد او من دون قصد.
سهيله عمر
[email protected]
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت