ذكرى رحيل القائد المناضل الفتحاوي وليد مدلله "أبو عمر" (1951 م- 2013 م )

بقلم: سامي إبراهيم فودة

سامي ابراهيم فودة

قال تعالى: "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا "صدق الله العظيم ..
 إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة وذكرى طيبة لرجل من رجالات الوطن الأوفياء المخلصين وقامة وطنية من قامات الوطن الشامخة اتسمت بالنزاهة والطهارة والاستقامة والتفاني في خدمة الوطن فهو ذو شخصية محترمة ومحببة وحضور شعبي ووطني كبير في اوساط الجماهير في شمال قطاع غزة، حيث كان يقدم كل ما يستطيع للفقراء والمحتاجين ويلبي احتياجاتهم دون مقابل, وكان منزله مفتوح أمام الوافدين يستقبل الجميع دون تفريق ويمد يد العون لكل من أستطاع.......
 ولد المرحوم العقيد المتقاعد وليد مصطفى عبود أبو مدلله المكنى بـ" أبو عمر" بتاريخ/29/7/1951م في مخيم رفح وتعود جذوره إلى قرية عصيره قضاء نابلس وحضر والده إلى قطاع غزة عام 1948م حيث انتقلت الأسرة من رفح واستقرت في جباليا عام 1960م بسبب عمل والده حيث كان منزلهم مقعداً للجميع وكان وجهه للصلح في المنطقة وحل المشاكل بين الناس. نشأ وليد أبو مدلله في كنف أسرة فلسطينية متواضعة لاجئة مناضلة محافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف, متزوج وأب وله من الأبناء أربعة أولاد وبنتان, وقد تلقى تعليمه الدراسي الابتدائي والإعدادي في مدارس وكالة الغوث اللاجئين الفلسـطينيين (أونروا) أنهى دراسته الثانوية ومنع من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمغادرة القطاع لاستكمال دراسته الجامعية في الخارج. محطات مضيئة في حياة العقيد المتقاعد:- وليد مصطفى عبود أبو مدلله (أبو عمر)
- عمل والده شرطيا في زمن الانتداب البريطاني وقد أشتهر والده بكنية الشاويش. - أنخرط وهو في سن الثامنة عشر بالعمل النضالي والثوري في مخيم جباليا مخيم الثورة والصمود والتحدي زمن الاحتلال إسرائيلي لقطاع غزة - عمل في مجال الحدادة وكان له الفضل في تعليم عدد كبير من المواطنين لهذه المهنة والمهن الحرفية الأخرى. - كان تربطه علاقة حميمة في فترة السبعينات مع اصدقاءه المطاردين أمثال الشهيد/ رجب الشاكر حميد، محمد زيد ومحمود أبو اللبن. - سافر إلى الأردن في عام 1983م بعد السماح له بالخروج وذلك لزيارة خاله المناضل المرحوم الدكتور/ زهدي سعيد أحد قيادات القطاع الغربي ومحافظ شمال غزة بعد قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية، وكانت زيارته للأردن محطة فارقة في عمله النضالي حيث تم تكليفه بمتابعة تشكيل بعض النقابات في غزة، واصبح بمثابة حلقة وصل بينهم وبين قيادة العمل الوطني في الخارج - اعتقل مع اندلاع الانتفاضة الأولى في العام 1987،من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي,
حيث كان أحد العناصر المؤثرة والتي لعبت دوراً في الانتفاضة وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات وقد تم الافراج عنه في بداية عام 1991م، - اعيد اعتقاله اكثر من مرة وقد خضع في اقبية التحقيق للتحقيق القاسي على ايدي ضباط مخابرات" الشين بيت"
 وبعد الافراج عنه في العام 1991, اعيد اعتقاله وامضي22 يوماً وأعيد اعتقاله مرة ثالثة لمدة 40 يوماً وأعيد اعتقاله إدارياً بصحراء النقب في بداية عام 1992م لمدة ستة أشهر وأفراج عنه - اعتقل في مطلع عام 1993م لمدة خمسة اشهر في معتقل انصار-2- بغزة وكان معروف لدى الأخوة الأسرى في سجن أنصار آنذاك كونه كان ممثل للمعتقلين في السجن. مع قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية إلى أرض الوطن عام 1994م، عمل مسؤولاً لرابطة مقاتلي الثورة القدامى في شمال غزة، حيث كان يقدم المساعدة لكافة أبناء الشعب دون تمييز أو تحيز. التحق في جهاز المخابرات العامة عام 1997م، وعمل مدير في إدارة العلاقات العامة للجهاز. أحيل للتقاعد بتاريخ 01/03/2008م.
 وأفته المنية عن عمر يناهز 62 عاماً بسبب إصابته بمرض السرطان وهو في رحلة علاج في مدينة القدس بتاريخ 22/11/2013م حيث تم مواراة جثمانه الطاهر في مقبرة جباليا رحم الله العقيد المتقاعد/ وليد مصطفى أبو مدلله "أبو عمر" وأسكنه فسيح جناته

 بقلم :- سامي إبراهيم فودة

المصدر: فلسطين اليوم -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت