حركة فتح والمستقبل الفلسطيني

بقلم: فادي شحادة

أكبر كوفية فلسطينية.JPG

تعيش الساحة الفلسطينية منذ أسابيع حالة مد وجزر بعد إعلان السيد الرئيس في الامم المتحدة عزمه إجراء انتخابات فلسطينية عامة خلال الفترة القادمة وتكون بالتتابع انتخابات تشريعية تتبعها رئاسية خلال ثلاثة أشهر.
 لقد سال الكثير من الحبر حول هذا الموضوع وطرحت الكثير من الأفكار والتصورات في الإعلام والندوات وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حالة من الوعي والنضج الفكري لدى عامة الناس وهذا شيء جميل يبشر بالخير .. أما فيما يخصنا نحن في حركة فتح فأن أمامنا الكثير من المسؤوليات التنظيمية والوطنية وأولها الرصيد الجماهيري لفتح وطبيعة الالتحام بين القاعدة والقيادة وقوة الحضور في الميدان سواء كان ذلك وطنيا أو ضد المحتل . لسنا هنا بصددالسرد التاريخي و النضالي العظيم لحركة فتح ولكننا نقول لنؤكد لمن لايريد أن يعلم أن فتح هي أم الشهداء والأسرى والجرحى وهي عامود هذا الوطن وهي الحاضنة الوطنية للكل الفلسطيني وهي من يعول عليها كثيرا في تحقيق نصر منتظر في الميدان ضد المحتل..
 إننا نعلم جيدا أننا أمام استحقاق وطني قادم لن يكون سهلا على الجميع وبالأخص حركة فتح لأن المتربصين بها كثيرين وأيضا لأن فتح حملت على عاتقها المشروع الوطني بكل تعقيداته وأبت إلا أن تكون الحارس الأمين للمشروع الوطني الفلسطيني وتحافظ على القرار الوطني المستقل فمن أجل كل ذلك على فتح أن تبادر إلى وقفة جادة حقيقية وصارمة لا تسمح بتكرار ماسبق من انقلاب وانقسام وركود وطني مدة 14 عاما فالعمل يجب أن يكون بعيدا عن المحسوبيات مراعيا للكوادر المهنية ذات النقاء الوطني
 وهو مايهدف إلى تعزيز الرصيد الجماهيري لفتح والحفاظ على التفاف الناس حولها وسيعزز ذلك من مصداقية انتماء العنصر تجاه الحركة والوفاء لها
. إن شعبنا العظيم ومعه حركة فتح يدركون جيدا ان المشروع الوطني الفلسطيني يمر بأخطر مراحله النضالية فقد تكالب علينا الصديق قبل العدو لذلك من الواجب وطنيا أن يقف الجميع عند مسؤولياته ويتحملها بلا تردد وعلى الجميع أن يقف وقفة رجل واحد ومن ينأى بنفسه عن ذلك فهو متواطئ مع المحتل بلا منازع مهما كانت مكانته الاعتبارية .. فلا مجال للتجميل ولا للمجاملات فالتجربة الوطنية الحقيقية علمتنا أن محاربة الفاسد والخائن هي واجب أخلاقي ووطني كما علمتنا أيضا أن منع أسباب الفساد والخيانة هي أهم من ذلك بكثير.

فادي شحادة
 [email protected]

المصدر: فلسطين اليوم -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت