البوابة الإنسانية لمأساة قطاع غزة من أجل تثبيت التفاهمات بين حماس والجهاد من جهة والإحتلال الإسرائيلي من جهة ثانية ورعاية وتكريس الإنقسام والإنفصال عن الضفة الغربية، والمدخل الانسب للبدء في تنفيذ (صفقة القرن الامريكية الاسرائيلية) وحسب ما أفادت به مصادر مطلعة على مجرى المحادثات التي عقدتها حركتي الجهاد وحماس في القاهرة مع المسؤولين الأمنيين في القاهرة تؤكد أن: (الرسائل التي نقلها الوسطاء المصريون والقطريون تفيد بتجديد نتنياهو التزاماته بالتفاهمات، ورغبته بالتوصل الى هدنة طويلة ودائمة، وبناء عليه الموافقة على البدء بتنفيذ المشاريع الإنسانية التي أُجّلت إلى ما بعد الانتخابات، بما في ذلك مشاريع تحسين قطاع الكهرباء وبناء المناطق الصناعية على حدود قطاع غزة، فهناك طمأنة من أطراف عديدة إلى وجود رغبة إسرائيلية وحمساوية وتنضم اليهما حركة الجهاد بالالتزام بالتفاهمات والتهدئة...
وصولا إلى الهدنة الدائمة التي يجري التوافق بشأنها)..!! بحسب ما نقلته جهات أممية لـ«حماس»، وافقت إسرائيل على بدء الأمم المتحدة تأهيل منطقة كارني الصناعية شرقي مدينة غزة، بالإضافة إلى المنطقة الصناعية بالقرب من معبر بيت حانون (إيرز) شمالي القطاع، تمهيداً لعودة المصانع إليهما بما يوفر عشرات الآلاف من الوظائف للعمال الفلسطينيين خلال السنوات المقبلة، إضافة إلى مواصلة البحث بشأن الميناء العائم وكذلك المطار...
في مقابل حرص الوسطاء على ضمان حالة الهدوء في غزة لقاء التسهيلات الاقتصادية للقطاع، والمشاريع الانسانية .. والتي قد بدأ تنفيذ بعضها مثل مستشفى الطوارىء .. إضافة إلى العديد من المشاريع الاخرى المنتظرة. هكذا يجري ما يجري من تفاهمات واتفاقات على الأرض في قطاع غزة وفي سياقات انسانية.... دون إشراك للسلطة الوطنية ولمنظمة التحرير الفلسطينية بشأنها وهذا يؤدي بالفعل إلى نتائج سياسية كارثية على مستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته وتمثل تنفيذا فعليا لـ (صفقة القرن) ومخرجات ندوتي وارسو والمنامة ....
والتي يدعي البعض معارضتها ولكنه يسير ويدعم تنفيذها بخطى ثابته وحثيثة تحت ستائر الوضع الانساني الذي آل إليه وضع قطاع غزة ..! أن إنهاء مأساة قطاع غزة يكمن حلها جذريا بالتخلي عن الإنقلاب والتوجه فورا نحو انتخابات فلسطينية شاملة توحد السلطة الفلسطينية وتخرج النظام السياسي الفلسطيني من مأزقه وتحول دون استثمار الإحتلال الإسرائيلي لهذا الإنقسام ودون المس بثوابت القضية الفلسطينية..
إن التستر بالوضع الإنساني والإقتصادي لقطاع غزة بات يشكل المدخل الرئيس لتنفيذ المشروع الصهيوامريكي لتصفية القضية الفلسطينية، وإنهاء حلم الفلسطينيين بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧م وعاصمتها القدس.. الشعب الفلسطيني لن يسكت على هذه المؤامرة ولن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه السياسات المخادعة ... أن المخول الوحيد بعقد الاتفاقات من الجانب الفلسطيني سواء مع العدو أو مع غيره هو فقط م.ت.ف الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني..
وان أي خروج على ذلك من أي جهة كانت حماس أو الجهاد أو فتح أو أي من الجبهات يعد خيانة عظمى للشعب الفلسطيني يجب التصدى إليه ..! أن تواطؤ حركتي حماس والجهاد مع هذه الإجراءات يضعهما في خندق الإحتلال وسياساته الهادفة إلى القضاء على المشروع الوطني الفلسطيني .. فهل تقطعا الطريق على الإحتلال واجراءاته بإنهاء الانقلاب والتوجه الفوري لتنفيذ اتفاقات المصالحة وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والوطنية استجابة لدعوة الرئيس أبو مازن من أجل مواجهة مؤامرة العصر وافشالها؟! هذا ما يتمناه شعبنا الفلسطيني
. د. عبدالرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
الرياض 8 ديسمبر ٢٠١٩م
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت