أخيرًا قررت الكنيست حل نفسها والذهاب إلى انتخابات ثالثة، بعد اخفاق نتنياهو وغانتس من الحصول على الثقة وعدم تشكيل حكومة. وهذه هي المرة الأولى في تاريخ الدولة العبرية التي تجرى فيها انتخابات لثلاث مرات متتالية خلال عام واحد. وهذا إن دل على شيء فعلى المأزق السياسي والحزبي، والتفكك داخل المجتمع الاسرائيلي، وذلك من شأنه أن يقود إلى انهيار دولة العدوان والاحتلال. وكما قال السياسي المخضرم ابراهام بورغ، رئيس الكنيست سابقًا " إن اسرائيل بنبذها للديمقراطية وتمسكها بعقلية " الغيتو " واهدارها للقيم الانسانية إنما تأخذ بأسباب الانهيار وتعجل بالنهاية ".
ومن نافلة القول أن الانتخابات الثالثة لن تغير من الواقع شيئًا، وستعيد انتاج ما افرزته الانتخابات الأولى والثانية، ولن يكون فرقًا كبيرًا بين الحزبين الكبيرين، ولذلك فإن الأزمة الائتلافية ستبقى وستستمر وتتعمق أكثر، إلا إذا شهدنا تغير في المواقف، ولم يكن هنالك " بلوك يميني ". وتشير الاستطلاعات أن حزب أزرق أبيض برئاسة بيني غانتس سيحصل على خمسة وثلاثين مقعدًا، بينما حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو سيحصل على اربعة وثلاثين مقعدًا من مقاعد الكنيست المئة وعشرين.
وفي ظل هذا التوازن بين قوى اليمين والمركز، وموقف الترانسفيري ليبرمان الداعي لحكومة وحدة وطنية شاملة، سيكون من الصعب الاطاحة بنتنياهو والتخلص منه عبر صناديق الاقتراع، وسيبقى المسار القضائي هو الأكثر فعالية ونجاعة لزواله وحجبه عن الخريطة الحزبية والمشهد السياسي الاسرائيلي.
بقلم : شاكر فريد حسن
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت