صفقة القرن، هي بلا شك أحد كلاسيكيات الحرب الصهيونية الفلسطينيّة الأكثر شهرة لعقود طويلة، يسمع عنها الجميع ولا يعرف أحد محتواها تحديداً. مؤخّراً، ادّعت قناة الميادين اللبنانية حيازتها هذه الوثيقة ولم تكتف عند ذلك بل قامت بنشرها للجميع. ودون الدخول في جدل حول صحة الوثيقة من عدمه، فإنّ ردود فعل قويّة كانت النتيجة المرتقبة والحاصلة لتفجير قنبلة إعلامية من هذا النوع.
وعلى خلاف المتوقع، فإنّ أحد أكثر الموضوعات إثارة للجدل في المشروع هو اقتراح بناء طريق سريع يربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة. تقول مصادر في رام الله، إن غالبية سكان الضفة الغربية يعارضون هذه الفكرة ويخشون أن يكون لها آثار سلبية على ظروف معيشتهم.
إنهم يعتقدون أن الطريق السريع المتصل سيؤدي إلى هجرة جماعية لسكان غزة الذين يحاولون الفرار من قطاع غزة لإيجاد حياة أفضل في الضفة الغربية. تبدو هذه المخاوف لوهلة منطقية ومشروعة إلا أنه لا ينبغي لمتساكني الضفة الغربية تجاهل الحقيقة التالية: غزة والضفة الغربية وجهان لعملة واحدة، وكلاهما يواجهان المصير ذاته.
يمكن لفكرة كهذه تخفيف العزلة حول قطاع غزة وتسهيل حركة النقل والتجارة بين الطّرفين، الشيء الذي سيعود بالنفع على الطرفين. في النهاية، سواءً كانت الوثيقة المنشورة مطابقة للوثيقة الأصليّة، فإنّ على أبناء الوطن الواحد تحمّل مسؤوليتهم التاريخية عبر الدعوة لكلمة سواء وتباحث مصالح الوطن الواحد.
لارا أحمد
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت