ككلّ الثورات التي اندلعت في المنطقة، ثورة السودان هي الأخرى تعيد تشكيل خريطتها الجغراسياسيّة الداخلية. ووفقاً لتقارير إعلاميّة، تتّجه الولايات المتحدة الأمريكية والسودان إلى توطيد العلاقة بين الحكومتين. من المرجح أنّ هذا التقارب مبنيّ على قاعدة إقصاء المحور الإخواني من الحكم وقطع الدعم على جماعات مصنّفة إرهابيّة في أمريكا، على غرار حركة حماس الإخوانية وحزب الله، أو كما تُعرف بحركات المقاومة والجهاد المسلح في فلسطين.
في المقابل يبدو أنّ الولايات المتحدة ستعمل على المدى المتوسط والبعيد على رفع العقوبات الاقتصادية المسلطة على السودان كمقابل لرفع يدها من الحركات المذكورة آنفاً.
من جهة أخرى، كشفت القيادة في حركة حماس على غرار إسماعيل هنية وصالح العروري عن مخاوفها من اتباع لبنان الخطّ ذاته خاصّة بعد الثورة اللبنانية وتغيير سياسي كبير مرتقب في البلاد. الولايات المتحدة الأمريكية لن تتوانى في الضغط على لبنان هي الأخرى عبر استعمال الدبلوماسية الاقتصادية من أجل وقف الدعم على حركات المقاومة الإسلامية بفلسطين، أو على الأقل الحدّ من هذا الدعم.
قد ينجح الضغط المسلط من الخارج ومن الداخل أيضاً في تغيير الموقف اللبناني من التحركات الفلسطينية داخل الحدود اللبنانيّة، فهل تنجح الولايات المتحدة في سعيها نحو مزيد من الحصار السياسي للحركات المسلحة في المنطقة، خصوصاً حماس وحزب الله، أم أنّ لبنان ستبقى الحليف الاستراتيجي لحركات الجهاد المسلحة في فلسطين؟
لارا أحمد
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت