رأى رئيس الأركان جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي، يوم الأربعاء، أن هناك فرصة للوصول الى تسوية في قطاع غزة، لكنه اعتبر أن الأمر مرتبط باستعداد إسرائيل لاستخدام القوة من وقت لآخر لتعزيز "مفهوم الردع".
وقال كوخافي خلال ندوة خاصة في ذكرى وفاة رئيس الأركان الأسبق أمنون شاحاك أقيمت في هرتسليا شمال تل أبيب، "أنا أرى فرصة في قطاع غزة، القطاع ليس مستقرا بعد، ولكن نتائج عملية الحزام الأسود العسكرية هي فرصة لتصميم الواقع الأمني وجعله أكثر استقرارا في القطاع".حسب تقارير عبرية
وأضاف "حركة حماس مهتمة بتطوير الواقع المعيشي لسكان القطاع، وهناك إمكانية لتحسين ملموس في الواقع الأمني مقابل خطوات ملموسة في المجال المدني".
وتابع كوخافي "لا أحد من أعدائنا يريد الحرب مع إسرائيل، وقد عززت بعض الإجراءات الأخيرة الردع"، معتبرا أن إسرائيل مرت "بصيف هادئ وحرائق قليلة".
وقال رئيس الأركان "أنا أدرك مشاعر سكان غلاف غزة، ولكن يجب أن يعلموا أننا سنواصل العمل من أجل أمن سكان الجنوب".
ولفت كوخافي الى أنه "على الجيش الإسرائيلي تمكين الوصول لفترات تهدئة أمنية متواصلة وطويلة"مشيرا الى أن "هذه الفترات تأتي بواسطة قوة عسكرية رادعة، أو بعد مواجهة عسكرية أو حرب، تنتهي لصالح إسرائيل بشكل واضح".
وشدد كوخافي على أن هناك حاجة دائمة لقوة عسكرية فعالة تتناسب مع التحديات الواقعية لتحقيق هذا الهدف، مشيرا الى أن الهدف الأسمى للجيش الإسرائيلي هو "جعل العدو يدرك أنه لا طائل من أعماله، وأن نجعله يتخلى عن طموحاته كل مرة من جديد".
وأضاف "الحرب هي دائما المنفذ الأخير ولكنها حل يجب اللجوء إليه عند استنفاد جميع الطرق الدبلوماسية الأخرى، لذلك عندما نبدأ الحرب سنعمل بقوة كبيرة جدا بغاية الدفاع".
واستطرد "أحد أدوار الجيش الإسرائيلي هو إنتاج فترات من دون حرب، يجب أن ندير الأمن بطريقة تجعل الناس لا يخضعون للاختبار كل سنتين أو ثلاث سنوات، بل مرة واحدة باستخدام قوة من شأنها تحقيق الردع".
وشهد قطاع غزة، هدوءا نسبيا في الآونة الأخيرة عقب انتهاء جولة التصعيد العسكري ما بين حركة الجهاد الإسلامي وإسرائيل منتصف شهر نوفمبر الماضي بدأت بعملية اغتيال إسرائيلية للقيادي البارز في سرايا القدس بهاء أبو العطا في غزة.
وردت الجهاد على عملية الاغتيال بإطلاق رشقات صاروخية باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، فيما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مواقع عسكرية تتبع للجهاد دون أن تشمل الغارات المواقع العسكرية التابعة لحماس للمرة الأولى.
وخلف التصعيد 36 شهيدا فلسطينيا، قبل أن تتدخل مصر والأمم المتحدة في التوصل إلى اتفاق تهدئة.
وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة، عقب سيطرة حركة حماس عليه، عقب جولات اقتتال داخلي مع الأجهزة الأمنية الموالية للسلطة الفلسطينية في عام 2007.
وشنت إسرائيل ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة، الأولى نهاية العام 2008 وبداية عام 2009، والثانية في نوفمبر 2012 وصولا إلى الهجوم الأخير صيف عام 2014 والذي خلف تدمير ألاف المنزل السكنية ودمار هائل بالبني التحتية للقطاع.
وأكد كوخافي أن إسرائيل تعمل بجهد كبير لعدم السماح "لأعدائها" بالحصول على أسلحة دقيقة، لافتا الى أن إسرائيل ستخاطر في بعض الأوقات بالمواجهة.
وأشار إلى أن الرؤوس الحربية ومدى الصواريخ والقذائف التي يمتلكها "أعداء" إسرائيل في تطور مستمر، وأن الحرب القادمة ستكون شدة النار فيها ضد إسرائيل كبيرة جدا.
وقال "كل الساحات التي تحيط بنا في الدائرة الأولى نشطة، فيلق القدس في سوريا، وقوات حزب الله في لبنان، وفي غزة أشخاص يخضعون للتعليمات الإيرانية".
وتطرق رئيس الأركان الإسرائيلي إلى إيران مؤكدا أن احتمال المواجهة المباشرة مع إيران ليست مستبعدة.
وشدد كوخافي على أن إسرائيل ستضرب بنية أي دولة أو كيان سيسمح لأي منظمة "إرهابية" بالتموضع والعمل ضد إسرائيل من داخل أراضيه.
وأوضح أنه لو سمحت لبنان أو سوريا أو حركة "حماس" وغيرها بالقيام بعمليات "إرهابية" ضد إسرائيل، فإن الجيش الإسرائيلي سيرد بقوة على هذه الهجمات.