صدق شاعرنا الفلسطيني الكبير الراحل أحمد حسين حين قال ووصف هذا الزمن بأنه " زمن الخوف " في قصيدته التي حملت هذا العنوان واسم ديوانه الشعرية الأول. فنحن فعلًا في زمن الخوف .. زمن الإرهاب والقتل الذي يحاصرنا في كل مكان في هذا العالم الواسع.
فنحن نخاف الارهابيين وخفافيش الليل والظلام والتكفيريين وكاتم الصوت الذي يخنق ويغتال حرية الرأي والتفكير، وأودى بحياة العشرات من أعلام الثقافة التنويرية وأصحاب الفكر التقدمي العلماني.
لقد انتعش وازدهر التطرف السياسي والفكري والعقائدي باسم الدين، والدين منهم براء، وأصبحت المنطقة العربية تعيش في حقبة خضعت فيها الاحداث ومجريات الحياة لمتطرفين وارهابيين، وشهدت خلال العقود الأخيرة ممارسات واعمالًا ارهابية واجرامية من قبل جماعات " داغش " و " والنصرة "، وسواها من قوى الارهاب والتطرف والتكفير بكل مسمياتها.
ونتيجة السياسات والممارسات المتطرفة لبعض الحكام تفتت الكيانات العربية، وملأت ساحاتها وشوارعها الفوضى الخلاقة، والصراعات الطائفية والمذهبية، ويتهددها غياب الهدوء والأمن والاستقرار. وفي حقيقة الامر أن المنطقة العربية تحولت لسوق استهلاكية للمشاريع الاستعمارية والامبريالية وللصراعات الدولية والاقليمية، وما يرافق ذلك من ارهاب وعنف مسلح، وحروب دامية مدمرة، وتنافس دولي واقليمي على الثروات الطبيعية فيها.
آن الأوان أن يطاح بالنظم السياسية الفاسدة، وتنتهي الحروب، ويتوقف الصراع الدولي، وتتوقف شلالات الدم، ويحل السلام العالمي، كي تعيش الشعوب في أمن وأمان وطمأنينة، بلا قلق وخوف واضطرابات، وتزدهر المجتمعات في ظل الحريات وسيادة الديمقراطية.
بقلم : شاكر فريد حسن
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت