رشت طائرة إسرائيلية، يوم الثلاثاء، مبيدات حشرية صوب الأراضي الزراعية على الحدود الشرقية لقطاع غزة، لتجهز قوات الاحتلال الإسرائيلي بذلك على ما تبقى من محاصيل زراعية بعد إغراقها بالمياه خلال المنخفض الجوي الأخير.
وفتحت قوات الاحتلال قل أيام أحد السدود المخصصة لسرقة المياه التي تصل إلى الخزان الجوفي الفلسطيني في قطاع غزة، فأغرقت مئات الدونمات الزراعية شرق حي الشجاعية، ما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بالمحاصيل الزراعية.
وتقول منسقة المناصرة والإعلام في الإغاثة الزراعية نهى الشريف "إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أقامت سدودا على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة، لمنع الانسياب الطبيعي لمياه الأمطار إلى الأراضي الفلسطينية، وتحويلها لتصب في الخزان الجوفي الإسرائيلي داخل أراضي العام 48، وبالتالي حرمان الفلسطينيين من أهم مصدر لتغذية الخزان الجوفي وهو مياه الأمطار".
وتضيف الشريف لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "عندما تزيد كمية المياه عن قدرة السدود على حجزها وتحويلها، يتم فتحها، ما يؤدي لاندفاع المياه بكميات كبيرة تغرق محاصيل المزارعين وتلحق بهم الأضرار الفادحة"، مشيرة إلى تكرار عملية فتح السدود خلال السنوات الأخيرة في شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير من فصول الشتاء.
وتتركز حوادث غرق الأراضي الزراعية نتيجة فتح السدود الإسرائيلية غالباً في منطقة وادي غزة وشرق الشجاعية.
وقالت وزارة الزراعة بقطاع غزة إن "طائرات الاحتلال، رشت مبيدات زراعية ضارة على أراضي المواطنين شرق وشمال قطاع غزة."
وأضافت الوزارة في بيان لها "أن الاحتلال قام برش مبيدات ضارة من الطائرات على المناطق الزراعية الشرقية لمدينة غزة وشمال القطاع".
الانتهاك الإسرائيلي الأخير حسب جمعية الإغاثة الزراعية حدث شرق حي الشجاعية، وقد أغرقت المياه المتدفقة بعد فتح السد مساحة زراعية تصل ما بين 800-1000 دونم زراعي، معظمها من الزراعات المكشوفة والتي تتمثل بـ(الشعير، والقمح، والخضار، والمحاصيل الورقية).
وقد أغرقت المياه المندفعة بشدة من السد المزروعات كافة، حيث وصل ارتفاع منسوب المياه في المناطق الزراعية إلى ما يقارب المتر ونصف المتر إلى المترين.
عبد الكريم حبيب أحد المزارعين المتضررين، أغرقت المياه له 12 دونما زراعيا تعّد مصدر دخله الوحيد.
حبيب الذي يعيل أسرة مكونة من ثمانية أفراد وصف ما حدث معه بـ"الكارثة"، منوها إلى أنه منذ أسبوع لم ينزل إلى السوق لبيع محاصيله الزراعية من زهرة وملفوف وفول ولفت.
وأوضح حبيب ، أن أرضه تقع في منطقة "قلج" الحدودية شرق حي الشجاعية، وكانت مزروعة بالمحاصيل الشتوية، إضافة إلى القمح والشعير وهي الآن عبارة عن "بركة مياه".
إضافة إلى أولاده الذين كانوا يعملون معه في فلاحة أرضهم، حرم الانتهاك الإسرائيلي كذلك عمالا من مصدر رزقهم.
وأفادت الشريف بأن جزءا كبيرا من الأراضي تم تجهيزها وتحضيرها للموسم الزراعي المقبل، وأن خسائر فادحة لحقت بالمزارعين، حيث البعض منهم تعرض لتدمير أرضه وزراعته بشكل كلي، خاصة مزارعي المحاصيل الحقلية (الفلحة) من قمح وشعير وخضار، والمحاصيل الورقية وما يتبعها من شبكات ري، وأيضا التكاليف التحضيرية للأرض من حراثة وغيرها من العمليات الزراعية.
والجزء الآخر حسب الشريف، انحصرت خسائرهم فقط في شبكات الري والحراثة.
بدوره، وصف مدير شبكة المنظمات الأهلية أمجد الشوا، ما تقوم به سلطات الاحتلال بأنه أمر مخالف للقوانين والأعراف الدولية، فهي أولا تمنع الانسياب الطبيعي لمياه الأمطار عن قطاع غزة، وعند تشبع الخزانات وامتلائها تفتح بواباتها لتغرق الأراضي الفلسطينية، وتسبب خسائر مادية ومعنوية للمزارعين.
وأكد أهمية العمل من كافة الجهات الدولية لحماية المزارعين والعمل على تعويضهم، محملا الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تكرار فتح السدود بشكل مفاجئ ودون إبلاغ الجانب الفلسطيني، ما يدلل على عدم اكتراثه بأرواح المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم.