ليس خافيًا على أحد أفول نجم ما كان يعرف بمعسكر " اليسار" الاسرائيلي، فقد تلاشى اليسار الممثل بحزبي " العمل" و" ميرتس"، وخفت صوته رويدًا رويدًا، وغابت الكثير من الوجوه اليسارية التي كان لها وزنًا سياسيًا، وكانت تطرح خيار السلام والحل السلمي على أساس دولتين لشعبين.
لقد انقرض معسكر " اليسار " الصهيوني، أمام صعود وتمدد اليمين المتطرف المتنكر لكل الاتفاقات مع الطرف الفلسطيني، وخلال السنوات الأخيرة لم يسجل هذا المسمى بـ " اليسار"، أي تأثير على مجريات الأحداث والأمور السياسية في اسرائيل، حتى أنه وقف مع اليمين ودعم موقفه بخصوص العدوان على غزة، وهذا أدى في النهاية إلى سيطرة اليمين الفاشي على سدة الحكم، وتحكمه بالمشهد السياسي الاسرائيلي. ونتيجة ترنح وتهاوي وتواري حزب العمل والتراجع المذهل لأوساط وقوى " اليسار" في البرلمان، ما ينذر بالاندثار التام من الخريطة الحزبية الاسرائيلية، فقد جاء التحالف بين حزبي العمل وميرتس لإنقاذ نفسيهما من خطر التلاشي تمامًا وعدم القدرة على تجاوز نسبة الحسم، أكثر من انه انبعاث لليسار من جديد.
ونظرة على تركيبة هذا التحالف نجد ذوبانًا واضحًا لحركة ميرتس ، وسيطرة عمير بيرتس وحليفته اورلي ليفي، المنشقة عن حزب " اسرائيل بيتينو"، الأمر الذي يشير إلى أن هذا التحالف سيكون باهتًا سياسيًا، بإملاءات بيرتس، وليس غريبًا أن نسمع تضاربًا في التصريحات والمواقف بين أطراف هذا التحالف، خاصة ان التحالف بلا برنامج سياسي واضح. وهذا الاتفاق بالنسبة للأوساط والمحافل الاسرائيلية التي تريد التخلص من الليكود وحلفائه وخلعهما، يشكل خطوة ايجابية، ولكن في الناحية العربية فمن المفترض أن يتراجع التأييد لصالح ميرتس، بسبب تركيبة القائمة الحزبية، وازاحة العربي عيساوي فريج الى مكان متأخر، وهذا سيصب في صالح القائمة المشتركة.
بقلم : شاكر فريد حسن
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت