التنافس بين نتنياهو وغانتس على من أكثر دعمًا لفرض السيادة الاسرائيلية على غور الأردن : بقلم كمال ابراهيم
تشهد الأيام الأخيرة تنافسًا بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وبيني غانتس حول من مِنْ بين الاثنين أكثر تحفزا وجدية في فرض السيادة الاسرائيلية على غور الأردن .
وفي الوقت الذي صرح فيه بنيامين نتانياهو أنه ينوي فرض هذه السيادة حالًا فإن بيني غانتس أعلن أنه يؤيد ضم غور الأردن للسيادة الاسرائيلية بعد انتخابات الكنيست القادمة في الثاني من شهر آذار المقبل .
ويبدو من تصريحات كل من نتنياهو وغانتس أنهما يستخدمان هذا الموضوع كدعاية انتخابية حيث يأمل نتانياهو من وراء فرض السيادة حالًا الى كسب تأييد أكبر من الأصوات اليهودية التي تدعم الاستيطان وفرض السيادة على كافة المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية . وفي هذا السياق أعلن بنيامين نتانياهو أنه سيضم كافة المستوطنات دون استثناء بما في ذلك غوش عتسيون ومعاليه أدوميم وأريئيل وجميع المستوطنات الأخرى وفرض السيادة على غور الأردن كما أكد أنه لن يقتلع أي مستوطنة ولن يخلي أي مستوطن بل سيطبق القانون الاسرائيلي على جميع المستوطنات .
هذا في حين يتبجح رئيس الحكومة ومن خلال الصمت العربي من حكومات الدول العربية ورؤسائها على أنه سيحقق اتفاقات سلام تاريخية مع دول عربية أخرى يبدو أنها خانت القضية الفلسطينية .
وتأتي خطة بنيامين نتانياهو بالتزامن مع تصريحات وزير الأمن نفتالي بينيت الذي أكد على نيَّة اسرائيل على فرض السيادة على المنطقة (ج) في الضفة الغربية ووقف البناء الفلسطيني هناك مما يعني ضم 60 بالمائة من الضفة الغربية لإسرائيل والقضاء نهائيًا على امكانات قيام الدولة الفلسطينية أو إيجاد حل للصراع .
ومما يلفت الانتباه أن زعيم حزب كحول لفان ، بيني غانتس ، قد انجرَّ خلف بنيامين نتنياهو بإعلانه هو الآخر نيته فرض السيادة على غور الأردن كي لا يترك لبنيامين نتنياهو تزعم فكرة الضم وليكسب هو الآخر تأييدًا من اليمين الصهيوني ولكي لا يظهر بأنه يعارض الاستيطان من اجل كسب أصوات من اليمين ولكي لا يترك لبنيامين نتنياهو وحده تبني فكرة فرض السيادة واستغلال ذلك للدعاية الانتخابية قبيل انتخابات الكنيست المقبلة . الا أن ثمة فارق يظل بين موقف نتنياهو وغانتس حيث أن الأخير أعلن أنه سيعمل على فرض السيادة على غور الأردن بعد الانتخابات فيما نتنياهو يريد ذلك حالًا .
وفي ظل هذه التصريحات التي تأتي قبيل الانتخابات فالمقصود منها في الوقت الراهن دعاية انتخابية يسعى من ورائها مروجاها الى كسب أكبر عدد من الأصوات من اليمين في الانتخابات المقبلة.
ويضاف الى هذه الدعاية رغبة بنيامين نتنياهو في أن تقوم الولايات المتحدة بالتسريع في طرح صفقة القرن حيث يرى رئيس الحكومة في ذلك دعمًا آخر له قبيل الانتخابات وفي هذا المجال أيضًا تراجع بيني غانتس وأعلن تأييده للخطة تخوفًا منه في أن يستغل بنيامين نتنياهو في دعايته عدم دعم غانتس للخطة .
وفيما يرى محللون سياسيون أن طرح الخطة قبيل الانتخابات قد يحقق مكاسب لليمين الاسرائيلي ولبنيامين نتنياهو الذي يعول كثيرًا على التحالف والتأييد الذي يحظى به من الرئيس الامريكي ترامب وهو الأمر الذي يثير قلق بيني غانتس فقد تراجع غانتس عن موقفه واعلن موافقته لصفقة القرن بعد أن صدرت تصريحات أمريكية غاضبة عليه بسبب موقفه من عدم رغبته في طرح الخطة قبيل الانتخابات الاسرائيلية التي رأى فيها تدخلًا في الانتخابات وقد تمنح مكاسب لبنيامين نتنياهو من خلالها .
بقلم كمال ابراهيم
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت