صفقة القرن واحتمالات انتفاضة ثالثة

بقلم: كمال ابراهيم

كمال ابراهيم

 الأخبار تتسارع والتكهنات تتزايد ففي الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة أن الرئيس الأمريكي ترامب سيعلن تفاصيل صفقة القرن قبل الانتخابات للكنيست المقبلة وأنه دعا كلًّا من رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعيم حزب كحول لفان ، بيني غانتس لزيارة واشنطن يوم الثلاثاء المقبل لاطلاعهما على تفاصيل الصفقة فإن المحللين السياسيين يتناولون عن كثب مدى تأثير الإعلان عن تفاصيل الصفقة على التطورات السياسية في اسرائيل وخاصة فيما يخص المعركة الانتخابية أولًا وعلى مصير بنيامين نتنياهو الذي ستتم يوم الثلاثاء ايضًا في الكنيست مناقشة تشكيل لجنة للبت في طلبه منحه الحصانة البرلمانية .

وفي الوقت الذي يرى محللون إسرائيليون اليوم، الجمعة، أن عزم إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نشر تفاصيل خطة "صفقة القرن"، لتسوية مزعومة للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، فإن الهدف من وراء ذلك دعم زعيم حزب الليكود ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على حساب خصمه ورئيس كتلة الوسط - يمين "كحول لفان"، بيني غانتس. وفي نفس الوقت  شككوا أن يُقدم نتنياهو على ضم غور الأردن بشكل أحادي الجانب، وتوقع المحللون السياسيون أنه في حال تنفيذ خطوة كهذه، فإنه قد تندلع انتفاضة ثالثة.

ومما تجدر الإشارة اليه أن صفقة القرن وتفاصيلها التي حيكت بين اسرائيل وترامب لم تلق حتى الآن ولا يوجد فيها طرف ثالث شريك: لا الفلسطينيون، ولا الدول العربية السنية، ولا العالم الإسلامي بمجمله".

ويهدف الإعلان عن الصفقة، في التوقيت الحالي، وتبعاتها السياسية، الى منح "نتنياهو" إنجازًا هائلًا ، والذي دعته إدارة ترامب إلى زيارة البيت الأبيض، سوية مع غانتس، يوم الثلاثاء المقبل، لإطلاعهما على تفاصيل الخطة .

وفيما لم يعلن بيني غانتس حتى الآن موافقته على الاستجابة لدعوة الرئيس ترامب لزيارة واشنطن فإن بعض المحللين يرون في صفقة القرن خطوة هامة، لأنها "تمنح، أولا، ضوءً أخضر أميركيا لتنفيذ ضم في الضفة الغربية. ويرجح أن تؤيد إدارة ترامب ضم غور الأردن والكتل الاستيطانية والطرقات التي تقود إليها من داخل الخط الأخضر"، ما سيزيد من ضغوط المستوطنين من أجل ضم كافة المستوطنات والبؤر الاستيطانية.

ولما كانت صفقة القرن ستدفن نهائيًا امكانات التوصل لاتفاق سلام اسرائيلي فلسطيني وتحُول دون قيام دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل فإن الإعلان عن هذه الصفقة في الوقت الراهن سيرجح اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية وربما ستؤدي الى اعادة النظر في الاتفاقيات السلمية بين اسرائيل والاردن ومصر حيث أن الأردن يعارض وبشدة مطامع اسرائيل وموافقة امريكا على ضم غور الأردن والمستوطنات في الضفة الغربية .

ومن المرجح أن لا يجرؤ أي زعيم عربي أن يؤيد الخطة بمن فيهم محمد بن سلمان السعودي، وبالتأكيد ليس عبد الله الأردني والسيسي المصري".

وهنا يتساءَل المحللون كيف ستعمل أجهزة (أمن) السلطة الفلسطينية، التي تتعاون مع إسرائيل اليوم؛ هل ستصمد؛ وكيف سيكون رد فعل الشارع الفلسطيني؛ كيف سيكون رد الفعل في غزة والضفة وفي مخيمات اللاجئين في الأردن. وهل ستصمد اتفاقيتا السلام مع مصر والأردن".

لذلك فإن صفقة القرن التي يقترحها ترامب لا تصب لا في صالح اسرائيل ولا في صالح ماهية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين وهدفها الأساسي خدمة مصلحة بنيامين نتنياهو وترامب الشخصية في دعايتهما السياسية الانتخابية ومسائلاتهما القانونية .

وتنفيذ الخطة سيؤدي بلا شك الى اندلاع مواجهات قد تكون عنيفة من قبل متظاهرين  في غزة والضفة الغربية وفي المملكة الهاشمية والاعلان من قبل اسرائيل في الوقت الراهن عن الضم سيدعو المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي الى التدخل ومحاسبة اسرائيل على اجراءَاتها غير القانونية دوليًا .

بقلم كمال ابراهيم

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت