شاركت الآلاف ، يوم السبت، في مظاهرة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، ضد "صفقة القرن"، التي جرت في مدينة باقة الغربية، وقد خيمت على المظاهرة أعلام فلسطين، وأطلقت هتافات ضد الاحتلال والعنصرية والصهيونية والمؤامرة الأميركية، والمتواطئين معها من بعض الأنظمة العربية.
وقال رئيس لجنة المتابعة محمد بركة في كلمته، "إننا لن نتنازل عن انتمائنا الفلسطيني حتى لو جوبهنا بالموت، فمن يمتلك ناصية العدالة، لا يمكن إلا أن ينتصر، وشدد على أن شعبنا شعب واحد، موحد في موقفه، رغم كل كلاب الكرة الأرضية التي تتآمر عليه."
وشاركت في المظاهرة وفود من جميع أنحاء البلاد، وتقدمت المظاهرة قيادات سياسية من مختلف الأحزاب والحركات، وأعضاء الكنيست من القائمة المشتركة، وكانت الأجيال الشابة الحضور الأكبر في هذه المظاهرة، لتؤكد رسالة هذه الأجيال، نحو المستقبل، حاملة راية شعبها حتى النصر.
وانتهت المظاهرة، التي سارت في الشارع المركزي في باقة الغربية، بمهرجان خطابي، قال فيه رئيس بلدية باقة الغربية، رائد دقة،" سنبقى شعبا واحدا، لن نستسلم ولن نرضخ للمؤامرات، ولا للظلم الذي يعاني منه شعبنا الفلسطيني". وقال إن" هذه الصفقة التي أبرموها تريد تحريف التاريخ، للاستمرار في الحكم ليس إلا، وهي تدوس على القوانين الدولية وعلى حقوق شعبنا الشرعية، ولكن سيكون مصيرها كما سبق من مخططات لم تلب مطالب شعبنا."
وهاجم دقة المواقف "المخزية" لعدد من الأنظمة العربية والإسلامية، من قضية فلسطين وقضية القدس، وقال إن "الرهان الأساس سيبقى على صمود شعبنا، على هذه الأرض شامخون راسخون كالجبال، ولن نقبل من أي طرف كان أن يتعامل معنا كأوراق مساومة في صفقات مشابهة."
وقال رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، مضر يونس قال إن" هذه الخطة لا تتعامل مع قضايا شعبنا، فصحيح أن هناك من ينظر اليها باستخفاف، ولكن علينا التعامل معها بكامل الجدية. وحذر من أن تكون واجهة الحديث عن الخطة، عما هو مخطط لمنطقة المثلث، لأن هذه الخطة أخطر بكثير، فهذه نكبة جديدة لشعبنا كله، وتريد تقسيم شعبنا الى أكثر مما عملوا على تقسيمه، ولكننا نقف بالمرصاد، شعبنا شعب واحد، لن نرضخ ولن نقبل، فهذا وطننا الذي نتجذر فيه ولن نخرج منه."
وقال يونس إنهم "لا ينظروا الينا كشعب، ولا يعتبرون أهمية لنكون شركاء. وشدد على أن هذا المخطط ليس لغرض انتخاب نتنياهو، بل هذه الخطة يعملون عليها منذ ثلاث سنوات، وأكثر، وهي جمعت بين عدة مخططات في ذات الاتجاه، قائمة منذ سنوات طويلة."
نعزز وحدتها ونصونها
وكانت الكلمة لرئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، فافتتح كلمته داعيا الى عدم الخوف، فقد ابرم الصفقة فاسدون، ولكنهم لا يستطيعون أن ينتصروا علينا، فنحن شعب واحد، ونحن جزء حي من شعبنا الفلسطيني، ولا يمكن أن نتنازل عن هذا الانتماء حتى لو جوبهنا بالموت. وشدد على أن من يمتلك ناصية العدالة، لا يمكن إلا أن ينتصر، وشدد على ضرورة وحدة جماهيرنا العربية وتعزيزها وتحصينا.كما قال
وقال بركة، إن "هذه الصفقة، الغت حق العودة، وألغت الاستقلال، وألغت القدس، ولكن في هذه الصفقة بندان، لم يسبق أنهما كانا في أي وثيقة دولية، ففي هذه الخطة هناك نص صريح للتقاسم الزماني في المسجد الأقصى المبارك، إذ جاء، أنه "من حق أصحاب المعتقدات الدينية أن يمارسوا الصلاة في جبل الهيكل/ الحرم الشريف، مع مراعاة أوقات الصلاة عند جميع الأديان"، حسب نص الوثيقة، وهذا لا يمكن أن يقلبه أي انسان فلسطيني أو مسلم لديه ذرة من الانتماء. وقال إن أولئك الذين تواطؤوا مع الصفقة، يقولون إن المسجد الأقصى ملك خاص بالمسلمين وحدهم، بينما هم الآن يتبون موقف عصابات ما تسمى "أمناء جبل الهيكل".
والبند الثاني، هو وضعية منطقة المثلث، هذا المخطط إذا حصل، لن يكون متصل بفلسطين، بسبب وجود مستوطنات عازلة، ما يعني تحويل بلدات المثلث، الى جيوب مغلقة على بعضها، ونحن لا يمكن أن نقبل تجري مقايضتنا بالمستوطنين المجرمين ناهبي الأرض الفلسطينية.
ووجه بركة كلمته للشعوب العربية والإسلامية، وقال، هذه ليست فقط الشعب الفلسطيني، هذه قضية كل انساني حر، ينبض فيه نبض العروبة ونبض الإسلام. ومن هنا نقول لبعض الأنظمة العربية، إن كنتم مرتهنين للقرار الأميركي افعلوا ما تشاؤون، وإذا لم تكونوا معنا، فلا تكونوا علينا، نحن في الواقع التعيس الذي نعيشه، فنحن لا نريد يسركم ولا عسركم، نحن قادرون على تدبر أمورنا، ولكن أن تكونوا سيفا مسلطا على رقابنا، فهذا لن تقبل به شعوبكم.
وعن قضية النائبة هبة يزبك، التي قررت غالبية لجنة الانتخابات المركزية شطب ترشيحها، وتنتظر قرار المحكمة العليا، قال بركة، إن في لجنة المتابعة أحزاب تشارك في الانتخابات وأحزاب ترفضها، ولكننا موحدون في الموقف ضد كل أشكال الملاحقة السياسية، بما فيها قرار شطب ترشيح النائبة يزبك، فهذا موقف اجماعي لشعبنا كله، وشدد على وقوف جماهيرنا الى جانب النائبة يزبك.
وحيا بركة اجماع كل الفصائل الفلسطينية على الموقف، والاجتماع الوحدوي الذي عقد في مقر المقاطعة في رام الله، بمشاركة كل الفصائل، والاجتماع الوحدوي الذي عقد بحضور كل الفصائل بما فيها حركتي فتح وحماس.