لقاء العار بين " نتانياهو والبرهان" .. طعنة غدر ووصمة عار

بقلم: جبريل عودة

جبريل عوده

صادم ذلك الموقف المخزي من رئيس المجلس السيادي السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان, بإقدامه على خطوة العار بلقاء رئيس وزراء العدو الصهيوني نتانياهو بأوغندا , تطبيع مفاجئ مع الكيان الصهيوني من قبل جنرالات السودان في الحقبة السودانية الجديدة , طعنة موغلة في سويداء القلب الفلسطيني ,الذي يعشق السودان لدوره التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، هذا الخنجر المسموم يضاف إلى جعبة الأسلحة التي يراد من خلالها تمرير" صفقة القرن" الأمريكية ,وتهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتهويد الأرض والمقدسات في فلسطين ,حكم العسكر في السودان يدخل بالبلد الممانع إلى حظيرة المطبعين مع الصهاينة ,وينسف تاريخ مشرف للسودانيين حكم وشعب , من مشاركة في مواجهة الاحتلال الصهيوني والوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية ودعم وإسناد مقاومة شعبنا , ولقد شُرفت السودان وعاصمتها الخرطوم بارتباطها بالشعار الخالد الذي يحافظ على الثوابت العربية في مواجهة العدو الصهيوني, عبر اللاءات الثلاثة (لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو الصهيوني ) التي عُرفت "بلاءات الخرطوم" التي تم إقرارها بالقمة العربية في شهر أغسطس عام 1967م.

لم يعجبني مسار " الثورة السودانية " بعد إسقاط الرئيس السابق عمر البشير , التي مارست النهج الاستئصالي واستهدفت الهوية السودانية عبر لجنة إزالة التمكين , حيث كان واضحاً استهداف الخلوات القرآنية وإذاعات وفضائيات تختص بالعلوم الشرعية والقرآن الكريم والإجراءات لازالت تطال جامعات ومعاهد ومؤسسات متعددة بتهمة غريبة , ليست سوى شماعة لتمرير لسياسة التبعية والتغريب وخلع السودان عن هويته العروبية والإسلامية , هل تبديل الثعابين لجلودها يغير من سلوكها الافتراسي لضمان بقاء سيطرتها على خيرات السودان ومقدراته ؟ , أليس جنرالات المجلس السيادي المؤقت في السودان هم الدول العميقة والأجهزة الأمنية التي كانوا يقودونها كانت قوة القمع للشعب السوداني ؟ , أليس حميدتي عصا البشير كما كان يطلق عليه ؟ , هل هؤلاء بالزي العسكري يسعون إلى إقامة دولة مدنية ؟ّ , بل يقودون السودان نحو الهاوية بالصدام الداخلي والانفصال عن قضايا الأمة لصالح الأهواء والأطماع السياسية لمجموعة جنرالات العسكر السوداني .

خطوة لقاء العار بين " نتانياهو والبرهان " , يشكل خطراً على السودان بالدرجة الأولى والأخيرة , فأثره على القضية الفلسطينية لا يعدو فضيحة لمتخاذل من طوابير الانهزام العربي , ولكن سيضاف في سجل الانقلابيين على إرادة الشعب السوداني , مشاركتهم الخيانية في الموافقة على " صفقة القرن " الأمريكية واعترافهم بشرعية احتلال فلسطين , فهل يقبل الشعب السوداني بهذا الانحراف الخطير عن مسار السودان القومي الذي عُمد بالتضحيات والشهداء في مواجهة المشروع الاستعماري الصهيوني في فلسطين ؟.

لقاء " طعنة الغدر " في أوغندا، يكشف عن اختطاف السودان لصالح قوى إقليمية تنفذ أجندة صهيوأمريكية معادية لتطلعات الأمة وشعوبها، ولعل الإعلام العبري قد كشف أن ترتيب اللقاء بين " نتانياهو والبرهان " كان بجهود إماراتية وبموافقة سعودية مصرية، صور أخرى لاختطاف السودان بالزج بشبابه في أتون معارك مشبوهة في ليبيا من خلال التغرير بهم من قبل شركات أمنية إماراتية، ليقتلوا هنا وهناك على أعتاب مشاريع الممول الشيطانية، والمستفيد هم جنرالات العسكر السوداني.

أليس من المفترض أن المجلس السيادي السوداني يقود مرحلة انتقالية , فلا يجوز له الحديث عن أي قضايا إستراتيجية في ظل غياب المؤسسات السيادية للدولة السودانية , فما بالك بقضية التطبيع مع العدو الصهيوني , وما يجب أن يثير الريبة لأحرار السودان هو أن اللقاء تم دون علم رئيس الحكومة السودانية المؤقتة ووزرائها , وهذا يكشف الأطماع الشخصية للبرهان وفريقه من جنرالات العسكر السوداني , في استمرار حكم السودان  والسيطرة عليه , بعيداً عن تطلعات الشعب السوداني وشباب الثورة والتغيير بالدولة المدنية , ولذلك كان التطبيع مع الكيان الصهيوني , بوابة منح الشرعية لهذا الفريق الانقلابي للاستمرار في حكم السودان , فهل أصبحت " إسرائيل الديمقراطية جدا ! " بوابة لمنح الشرعيات للديكتاتوريات العربية ومنح الرضا الأمريكي على نظام السودان الجديد ؟ , وهذا يكشف كم يخشى الكيان الصهيوني امتلاك الشعوب العربية حريتها الحقيقية , فالحرية سلاح في مواجهة الاحتلال والطغيان معا , ولهذا كان الموقف الصهيوني معادٍ لثورات الشعوب العربية , أمام مشهد العار الذي صنعه الجنرال البرهان نترقب الموقف السوداني الحازم من الأحرار والثوار في رفض هذه الانتكاسة في مسار السودان القومي المشرف , ويجب إعادة البوصلة السودانية لوجهتها الأصيلة في مواجهة الكيان الصهيوني عدو الأمة ومغتصب مقدساتها في فلسطين .
بقلم : جبريل عوده *

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت