أثناء الغزو الصهيوني للبنان صيف العام 1982، سجّلت قوى المقاومة صفحاتٍ خالدة في مسار العمل الوطني، حيث صمدت قوى المقاومة في وجه قوات الغزو التي اندفعت باعدادٍ كبيرة، مسنودة بسلاح الجو، وحتى سلاح البحرية، حين كانت البوارج التابعة لقوات الإحتلال تقصف خطوط الساحل اللبناني من عمق البحر، وقد طالت قذائفها حتى مناطق معينة من جبل لبنان.

قوات الإحتلال، في اندفاعها نحو العمق اللبناني، واجهت مقاومة شرسة في مناطق كثيرة، منها موقع قلعة الشقيف (البوفور) حيث قاتل الموجودين ضمن القلعة حتى الرمق الأخير، وجعلوا من مناحيم بيغن وارئيل شارون ورفائيل ايتان يتوجهون للقلعة بعد انتهاء المعركة، وبعد الخسائر الضخمة التي لحقت بجنودهم وقواتهم.

ومنها مواقع مثلث خلدة والدامور، وحينها قتل قائد القوات "الإسرائيلية" الجنرال يكوئيل آدام، وصولاً لمعارك الحصار في بيروت، وخاصة معركة المتحف التي كانت ومازالت مفخرة للعسكرية الفلسطينية، فقد تم صد محاولات قوات النخبة في جيش الإحتلال لإحداث خرق في بيروت باتجاه تمركز القوات المشتركة (الفلسطينية اللبنانية ومعها اللواء السوري المدرع 85)، فانتهت معركة المتحف خلال دقائق بعد ان تكبدت قوات الإحتلال خسائر باهظة وردت على اعقابها، وتركت دباباتها تحترق، وقد تطايرت ابراج تلك الدبابات لتطاول اسطح الأبنية في بيروت بعد انفجار الذخيرة في تلك الآيات والدبابات الــ (ميركافا).

وفي جبل لبنان، ادّت احدى غارات الطيران "الإسرائيلي" والتي استهدفت مواقع تمركز فوج الدبابات التابع لجيش التحرير الفلسطيني لسقوط عددٍ من الشهداء، كان عددٍ منهم من حارة اليرموك الأولى : الشهيد حمادة السيد (الجاعونة قضاء صفد)، الشهيد عبد الناصر الناجي (الطيرة قضاء حيفا)، الشهيد بسام عطية (صفورية قضاء الناصرة)، الشهيد عماد صبح (صفد)، الشهيد محمود درويش (ترشيحا قضاء عكا)، الشهيد محمد الخطيب (قضاء حيفا)، الشهيد  ... عبد الغني (حيفا) من مخيم النيرب، واخرين ..

بقلم علي بدوان

(الصورة المرفقة الشهيد حمادة السيد)

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت