قبل عامين تقريباً، عثرت على سيارة فلسطينية (تكسي)، ذات موديل جميل جداً، متوقفة في احدى مناطق دمشق. سيارة جاء بها صاحبها الدمشقي والمقيم في فلسطين قبل النكبة لزيارة اقاربه بدمشق، لكن وقوع النكبة حال دون عودته لفلسطين مع سيارته الفلسطينية التي مازالت الى الآن بدمشق.
أيضاً، في مخيم اليرموك، وفي المنطقة المعروفة ببناء الإسكان الموازي لشارع فلسطين، وعند بداياته، كان هناك سيارة متوقفة بشكلٍ دائم، قبل إعمار تلك المنطقة، والسيارة من نوع فورد امريكية الصنع، لصاحبها ابو حسين السوري، ليتبين لنا، ونحن صغار السن، أنها سيارة فلسطينية ايضاً، لم يستطع صاحبها أبو حسين الشامي، من العودة بها الى فلسطين بعد أن جلب على متنها بضائع فلسطينية، على أمل العودة بها ببضائع دمشقية لفلسطين في رحلة العودة.
المسألة بسيطة، لكنها تُلخص في فحواها وحدة الوطن، والأرض، والشعب، ووحدة المستقبل الآتي، في وجه دعاة التقسيم والشرذمة، اصحاب النزعات الإقليمية الضيقة، النزعات الحاراتية، الذين لاينظرون أبعد من انوفهم، وقد تكاثروا كالطحالب في مسارات المحنة والأزمة الأليمة... ونحن نقول لهم : إنها فلسطين، قلب بلاد الشام، الإقليم الجنوبي والحيوي من سوريا الطبيعية قلب العروبة النابض، فلسطين الشريط الأخضر، والتي تُعتبر شريطاً ساحلياً تتصدر واجهة البحر الأبيض المتوسط.
بقلم علي بدوان
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت