في إطار الجهود المبذولة للتوعية بمخاطر وتداعيات صفقة القرن على القضية الفلسطينية عقدت مؤسسة القدس ماليزيا بالتعاون مع نادي الزيتونة للمرأة والطفل، ندوة بعنوان: "صفقة القرن: ماهيتها وخطورتها وسبل مواجهتها"، بمشاركة لفيف من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية في ماليزيا وذلك في مقر مؤسسة القدس في العاصمة الماليزية كوالالمبور.
بدوره قدم الدكتور شريف أبو شمالة، رئيس مؤسسة القدس ماليزيا عرضا تناول فيه طبيعة صفقة القرن ومشاريع التسوية التي أوصلت لها، مبينا أن خطة ترامب للسلام أو ما يعرف بصفقة القرن ما هي إلا امتداد لمحاولات عديدة سابقة هدفت إلى تصفية القضية الفلسطينية.
كما أشار أبو شمالة إلى أن الصفقة استهدفت بشكل واضح وصريح شطب الهوية الفلسطينية والإسلامية من مدينة القدس، بمصادرة المدينة بتاريخها وحضارتها ونفي الفلسطيني أو تذويبه فضلا عن الاقتراح بنقل العاصمة إلى حي شعفاط متجاهلة مكانة القدس وخصوصيتها الدينية والحضارية للفلسطيين.
موضحاً أن الأرقام والمساحات المبينة في تفاصيل الصفقة والفتات الذي أبقته الإدارة الأمريكية من الخارطة التاريخية للأراضي الفلسطينية، التي لا تتجاوز نسبة 15% من مساحة فلسطين تظهر جلياً حجم الاستخفاف والاستهتار الأمريكي بالمنطق وبالعرب والفلسطينيين وبالسلطة الفلسطينية على وجه الخصوص، والتي كانت دوماً ما تعلق الآمال على الجانب الأمريكي خلال محادثات التسوية وجولات التفاوض المستمرة منذ عقود.
ونوه إلى موقع المسجد الأقصى من صفقة القرن التي سلبته حصريته الإسلامية باعتباره جبل المعبد وإعطاء اليهود الحق في انتهاكاتهم له عبر جعله مكانا مقدسا مشتركا مما يفرض التقسيم المكاني والزماني الذي يسعى الاحتلال له هذه الأيام.
ووأضح أن عبارة أن المسجد سيكون مفتوحا لجميع المسلمين الذين يأتون بسلام ما هي إلا ذر للرماد في العيون للايحاء بأنها مكسبا للمسلمين وتكريس لواقع سيطرة الاحتلال على الأقصى، مؤكداً أن إفشال صفقة القرن ممكن ويمكن تحقيقه إذا توفرت العزيمة المصحوبة بالعمل الجاد.
كما تحدث في الندوة كل من الشيخ أحمد أبو دلال ممثلا عن رابطة علماء فلسطين موضحا مكان فلسطين الدينية والحكم الشرعي في وجوب الدفاع عنها وحرمة التفريط بها.
وفي مداخلته عن دور الشباب والطلاب تحدث محمد صبيح رئيس رابطة طلبة فلسطين في ماليزيا عن الدور الكبير الذي يمكن أن يقوم به الشباب في مواجهة صفقة القرن وإحباطها.
وفي نهاية الندوة تم تكريم المتحدثين من قبل نادي الزيتونة وقامت مؤسسة القدس بإهداء النادي مجموعة من إصدارات المؤسسة لمكتبة النادي.