هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، مساء الاثنين، بتنفيذ عملية كبيرة في قطاع غزة، في حال لم يتوقف إطلاق الصواريخ بشكل كلي.
وقال نتنياهو في بيان صدر عن مكتبه "يجب أن تفهم حماس والجهاد الاسلامي أنه في حال لم يتوقف إطلاق النار بشكل كامل وليس لأيام ولكن على الإطلاق (..) فإننا سننفذ فورًا الخطة التشغيلية الشاملة التي أعددناها".
وأضاف "بالتأكيد سنفعل كل ما هو ضروري لاستعادة الأمن المطلق لسكان الجنوب (..) واليوم هو يوم اختبار لحماس والجهاد".
وأشار إلى أنه يواصل باستمرار إجراء المشاورات الأمنية اللازمة. مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي سيواصل هاجماته ردًا على استمرار إطلاق الصواريخ.
وذكر أن الجيش هاجم أمس العشرات من الأهداف في غزة وسوريا، وأنه تم تصفية العديد من "الإرهابيين". كما وصفهم. وأنه تم إلحاق الأضرار بالبنية التحتية للجهاد. مضيفًا "نحن نلحق ضررًا شديدًا بأعدائنا"..
وحول القصف الإسرائيلي لموقع عسكري في العاصمة السورية دمشق، وأوضح نتنياهو، في تصريحات مع إذاعة "يروشلايم"، إن العملية كانت محاولة لاستهداف قيادي كبير في الجهاد ولكن فشلت، قائلا، "الجيش الإسرائيلي حاول اغتيال واستهداف القيادي في حركة الجهاد بدمشق دون ذكر اسمه، ولكن فشلت وتم استهداف اثنين من حركته".
إلى ذلك، زعمت القناة 12 العبرية، بأن زياد النخالة أمين عام الجهاد الإسلامي، ونائبه أكرم العجوري المسؤول المباشر عن سرايا القدس الجناح العسكري للحركة، هما من يقفان خلف التصعيد على جبهة غزة.
وبحسب مزاعم القناة، فإن العجوري بالأساس هو المسؤول عن تطوير صواريخ الجهاد الإسلامي، ومسؤول عن الموقع الذي استهدف الليلة الماضية، في ريف دمشق وكان مخصصا لتحديث وتطوير الصواريخ وملائمتها مع تلك التي تجري في غزة، مدعيةً أن هذا كله نتيجة الدعم العسكري الإيراني الكبير للحركة.
وأشارت إلى أن إسرائيل حاولت اغتيال العجوري في تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي، واصفةً إياه بأنه الشخص المسؤول عن وضع سكان مستوطنات غلاف غزة في الملاجئ .
وقالت إن مواقع وأهداف الحركة في سوريا تقع بشكل مباشر تحت مسؤولية زياد النخالة الذي تولى منصبه قبل أكثر من عام بدلا من رمضان شلح الذي يعاني من غيبوبة، مشيرةً إلى أن النخالة على اتصال واسع مع النظام الإيراني الذي يدعمه بالمال والسلاح، وفق القناة.
ورأت "أن الهجوم يحمل رسالة غير مباشرة لإيران وجميع العاملين تحت قيادتها أنهم هدف مشروع بالنسبة لإسرائيل".
وقالت القناة العبرية، إن إسرائيل فيما يبدو "استخفت" بحركة الجهاد الإسلامي، حين توقع كبار الضباط وكذلك المحللين العسكريين والأمنيين الذين لهم علاقة بالمؤسسة العسكرية، أن الحركة أصبحت مردوعة بعد تعرضها لضربة قوية بشكل خاص واعتقادهم أن الحركة لن تجرؤ على مهاجمة إسرائيل بعد اغتيال بهاء أبو العطا في تشرين ثاني.
وبين أوهاد حمو المختص بالشؤون الفلسطينية في تعليق له بالقناة أن حركة الجهاد الإسلامي تتحرك وتواصل إطلاقها للصواريخ لأنها ترى أن مساحة المناورة الإسرائيلية محدودة للغاية، خاصةً وأن حكومة تل أبيب لا تريد الحرب في غزة بأي شكل كان، ويساعد في ذلك توقيت الانتخابات.
وقال "إن حماس تفضل مراقبة ما تقوم به ثاني أكبر منظمة في غزة". بالإشارة للجهاد الإسلامي. معتبرًا أن قرار الحركة يأتي في ظل تحسن الوضع بغزة واستمرار تقديم التسهيلات الإسرائيلية.
وأضاف "الحياة تبدو مختلفة عندما تكون سيدًا ومسؤولًا عن 2.1 مليون شخص، وتتلقى الإغاثة المدنية من إسرائيل بعد 13 عامًا من الحكم في غزة، وحتى وقت قريب لم تكن تحلم بمثل هذه المساعدات". معتبرًا أن حماس لن تتعجل أي مواجهة في ظل هذا الوضع حتى وإن كان على حساب الصراع مع الجهاد.حسب قوله
ورأى أن ذلك التحييد لحماس جعل إسرائيل تحمل رسالة واضحة بأنه لا يوجد حصانة لمسؤولي الجهاد حتى وإن كانوا في سوريا.
وقال "مباشرة بعد عملية الحزام الأسود، لم تعد الجغرافيا تلعب دورًا، وباتت أهداف الجهاد الإسلامي في دمشق أهدافًا مشروعة تمامًا، ولم تعد قيادة الحركة هناك محصنة، وخاصةً زياد النخالة وأكرم العجوري، وهم أهداف محتملة".
وأضاف "هذا تحرك مهم للغاية يذكر أن سياسات الاغتيالات المستهدفة التي اتخذتها إسرائيل في وقت مبكر منتصف الانتفاضة كانت فعالة بشكل خاص، ويمكن رؤية ذلك بالنظر لقيمة حماس بوجود أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي".
من جانبه قال تال ليف رام المحلل العسكري لصحيفة "معاريف"، إنه على إسرائيل أن تقرر فيما إذا كانت ستهاجم أهداف حماس أم تستمر في ضرب أهداف الجهاد بغزة وسوريا.
واعتبر أن حادثة التنكيل بجثة الناشط في سرايا القدس، منح الجهاد الإسلامي شرعية شعبية وجماهيرية أكبر للرد على قتله.