جاء قرار القيادة السياسية بإقامة جنازة عسكرية رسمية لرئيس مصر الأسبق محمد حسنى مبارك تعبيراً عن مدى إنسانية الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي وتعبيره عن وفاء مصر لابناءها المخلصين الذين قدموا الكثير من أجل الحفاظ على وطنهم,فلا يمكن أن تنسى مصر وشعبها ما قدمة الرئيس مبارك خلال تاريخ حكمة الذى إمتد زهاء ثلاثون عاماً شهدت فيها مصر أحداث كثيرة كان فى مقدمتها مفاوضات طابا التى خلصت إلى رجوع طابا لأحضان الوطن ليكتمل تحرير سيناء بالكامل ورفع العلم المصرى عليها,ثم مرحلة البناء الاقتصادى وتطوير البنية التحتية وغيرها,وعلى المستوى الاقليمي كان الرئيس مبارك حريص على عودة الدفىء إلى العلاقات المصرية العربية, وصولاً إلى حرب الخليج الثانية والتي بذلت مصر خلالها جهود كبيرة من أجل تفادى الحرب وحل الأزمة فى الإطار العربى,ثم مكافحة الإرهاب وتطهير الدولة منه وغيرها,فالجنازة العسكرية تعد تقديرا لجهود مبارك ايضاً كأحد ابناء القوات المسلحة المصرية ودورة الكبير والهام فى بناء الاسطول الجوى الحربى المصرى وتطوير القدرات الجوية المصرية التى ظهرت خلال حرب اكتوبر 1973 ,والتى استطاع خلالها الطيران الحربى المصرى وأنظمة الدفاع الجوى المصرى تحجيم قوة العدو وذراعة الطولى فى هذا المجال وحماية القوات البرية العابرة لتحرير سيناء,ومن خلال التضحيات التى قدمتها القوات المسلحة والشعب المصرى تغيرت خريطة توازنات القوى فى المنطقة ,وتغيرت النظرة الى عملية التسوية السلمية مع اسرائيل وأصبح هناك إتجاه نحو بناء سلام عادل وشامل فى المنطقة,ثم تتواصل عملية البناء فى الجيش المصرى تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتشهد طفرة كبيرة فى الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة البحرية والجوية والبرية سواء على مستوى التسليح والتدريب,لتصبح قواتنا المسلحة أكثر قدرة على تأمين الاتجاهات الاستراتيجية للدولة وحماية مقدراتها ومواردها فى البر والبحر والجو, وتستمر مسيرة العطاء داخل مصنع الرجال وعرين الابطال ونبض الوطنية.
إن إعلان الحداد لمدة ثلاث أيام ,ونعى الرئاسة لوفاة الرئيس مبارك كان علامة على أن مصر دولة ذات مؤسسات راسخة ,وكان الرئيس السيسي فى مقدمة المشيعين للجنازة بحضور عدد كبير من قيادات الدولة منهم رئيس الوزراء ورئيس الأركان وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والبابا تواضروس وعدد من سفراء ووزراء دول اخرى ,وتلقت رئاسة الجمهورية برقيات التعازى من معظم الدول العربية وفى مقدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين والكويت وغيرها,واصدرت العديد من الدول الغربية بيانات تعازى فى وفاة الرئيس مبارك منها الولايات المتحدة وغيرها.
رحم الله الرئيس الأسبق على ما قدمه لخدمة وطنه, وسدد خطى الرئيس الإنسان عبد الفتاح السيسى.
بقلم/محمد الفرماوى
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت