نظم مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان بغزة اليوم لقاء حول " واقع التعليم الديني في المناهج التعليمية الفلسطينية " وذلك في قاعة اتحاد المراكز الثقافية بغزة، يوم الاحد وذلك بمشاركة العديد من النخب الإعلامية والثقافية والأكاديمية وطلبة الجامعات.
افتتح اللقاء الدكتورطلال أبو ركبة موضحاً أن الهدف هو القاء الضوء على واقع التعليم الديني الرسمي الفلسطيني؛ من حيث مطابقته للمبادئ الإنسانية والأخلاقية الكبرى التي نادى بها الدين؛ وأكدتها منظومات حقوق الإنسان المعاصرة من مراعاة الكرامة الإنسانية، وحرية الاختيار والضمير والتعبير، والمساواة بين البشر بصرف النظر عن الجنس والمعتقدات، والإقرار بحق الاختلاف، وعدم الإكراه والإرهاب الفكري، وتحقيق مقاصد الشرائع السماوية في التعارف والتعاون والتضامن الإنساني، وتحقيق السلام بين الشعوب والأمم، وتشجيع التسامح.
وعرض في اللقاء الدراسة التي أعدها الدكتور بلال زرينه الباحث المتخصص في الدراسات الإسلامية، والذي أكد على أنه من خلال دراسته اتضح أن منهاج التعليم الديني الرسمي الفلسطيني لم يلتزم بما تعهدت به وزارة التربية والتعليم ومركز المناهج الفلسطينية في مقدمة كتاب التربية الإسلامية من طرح اجتهادات تعكس الرؤية الوطنية للتعليم وتعزز مفهوم المواطنة والمشاركة من خلال عقد اجتماعي قائم على الحقوق والواجبات.
وأن هناك العديد من الدروس والنصوص الموجودة في كتاب التربية الإسلامية تتعارض مع وثيقة الاستقلال الفلسطينية وتتعارض مع القانون الأساسي في البند الذي ينص على أن الفلسطينيين متساوون أمام القانون ولا تمييز بينهم على أساس الدين والجنس.
وأوصى المشاركون في نهاية اللقاء إلى ضرورة دعوة وزارة التربية والتعليم لتشكيل لجنة علمية وأكاديمية تمثل جميع شرائح وأطياف المجتمع الفلسطيني ومثقفيه وخبرائه والفقهاء المعتدلين والمستنيرين لمراجعة دقيقة للمنهاج، وإزالة ما يتعارض مع المواثيق الدولية ووثيقة الاستقلال والقانون الأساسي الفلسطيني، واستبدال ذلك بنصوص واجتهادات تعزز المواطنة والشراكة والتسامح والتعايش بين المواطنين خصوصا والانفتاح على الشعوب والثقافات العالمية عموما. وتضمين المنهاج مواداً تعطي صورة مشرقة عن التسامح والإبداع الإسلامي؛ مثل مفكري المعتزلة والفلاسفة المسلمين في الماضي.