إن الدولة الفلسطينية وبناء المؤسسات هي حلم الشعب الفلسطيني الذي يتطلع ويعمل ويثابر من أجل قيام دولته وحماية مؤسساته من الانهيار والتدمير الإسرائيلي ولقد حققت الحكومة الفلسطينية وبالمفهوم الشمولي أسس بناء الدولة الفلسطينية وعملت علي تطويرها ولا احد هنا ينكر هذا الإنجاز الوطني الكبير بالرغم من ممارسات الاحتلال حيث تمكنت الحكومة الفلسطينية من مواجهة مخاطر وباء كورونا وقدمت عمل متميز سجل لفلسطين مكانتها العالمية بين دول العالم حيث اشادت مختلف المنظمات الدولية بالقرارات المهمة والخطة الفلسطينية الشاملة لمواجهة وباء كورونا العالمي.
انه وفي ظل هذه السياسيات الارهابية الاسرائيلية والتصعيد الدائم للاحتلال والاستمرار بمخطط بناء المستوطنات ونهب وسرقة الارض الفلسطينية فان المطلوب على الصعيد الفلسطيني بهذه المرحلة بات يفرض نفسه على سياسات الأحزاب والتنظيمات الفلسطينية وخاصة حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بأن تتعاطى مع تلك القضايا الفلسطينية ومصالح السكان في قطاع غزة وان تترجم المصالح العليا للشعب الفلسطيني وتتبنى قضايا الوطن والمواطن ووضع الاعتبار لبناء المؤسسات بدلا من استمرار السيطرة عليها وخاصة بعد الحريق الذي اندلع في مخيم النصيرات والتي راح ضحيته اكثر من ستة عشر وأكثر من مئة مصاب اغلبهم اصابات بالغة نتيجة الحروق وبالرغم من ذلك لم يتم اجراء تحقيق في هذا الحادث لتحديد المسؤولية والخروج بنتائج عملية لتوفير الامن والسلامة للمواطنين بل يستمر العمل ضمن المصالح الحزبية والمرحلية والشخصية وهنا تكمن لغة المسؤولية التي يجب على قيادة حركة حماس إدراكها قبل الانهيار الشامل للمؤسسات الفلسطينية في قطاع غزة.
وما من شك بأن تكريس الجهد والوقت والبرنامج الوطني لمختلف الأحزاب السياسية لخدمة الدولة الفلسطينية ومعالجة وباء كورونا ومخاطره على صحة الانسان الفلسطيني وإيجاد قواسم مشتركة للعمل الوطني وحماية المؤسسات الفلسطينية ودعم جهود الحكومة الفلسطينية بعيدا عن الحزبية الضيقة والفئوية العمياء بات من أهم اولويات مشروع الوحدة الوطنية التي يجب ان تتحدى كل الصعاب وبذل الجهود لدعم وحدة الصف الفلسطيني على قاعدة بناء الدولة وتفعيل مؤسساتها ضمن آلية التوجه الوطني وحماية لأهدافنا ودولتنا التي نسعى إلى بنائها في ظل هذه المرحلة الصعبة من حياة الشعب الفلسطيني وضرورة توفير الامن الصحي والمجتمعي والتعليمي للمواطن الفلسطيني.
إن آلية العمل الوطني والكفاحي يجب أن تنطلق أساساً ضمن مساحة الحوار الوطني وضمن أسس المصلحة الوطنية العليا التي يجب أن تكون فوق الجميع وبعيداً عن آلية العمل الحزبي الضيقة والمصالح الذاتية الأنانية والفئوية التي باتت تضر بالوحدة الوطنية الفلسطينية.
ومن هنا يجب أن تكون برامج المرحلة للأحزاب والمنظمات السياسية لتفعيل آلية البناء والمشاركة المجتمعية في دعم الصمود والبطولة الفلسطينية لتعزيز صورة صادقة لحب الوطن والانتماء فالوطن بحاجة إلى جميع الشرفاء والمخلصين وبحاجة لكل جهد عربي ودولي داعم لآلية البناء المؤسساتي الفلسطيني بعيداً عن النظريات وآليات الهدم والتخريب ولا يمكن لنا أن نتقدم ونسير باتجاه بناء الوطن وتوفير حياة كريمة للمواطن الفلسطيني دون التعبير عن الحرية ومشروع الوحدة الوطنية ودون أن نكون أحراراً شرفاء أقوياء ودون أن نحافظ على كرامة شعبنا ليعيش حرا كريما في وطنه بعيدا عن المناكفات السياسية ومن اجل توفير العلاج الصحي المناسب له وتقديم الخدمات الحياتية وخاصة مع تزايد المخاطر الصحية التي تهدد العالم أجمع.
بقلم : سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت